إن قضية العنف الأسري من القضايا المهمة وإحدى أوجه الخلل داخل المحيط الاسري.
وقد برزت في الآونة الأخيرة الكثير من أوجه المعاناة من سطو العنف الأسري.
ويقف الكثير من المسببات من خلفها نذكر منها: البطالة، تعاطي المخدرات، الضغط النفسي، العوامل الاقتصادية والفكر المنحرف مما انعكس على السلوك العام للشخص مولّداً عدم الشعور بالقيمة الإنسانية بالمحيطين به.
فالعنف الاسري هو أشهر أنواع العنف البشري ويندرج تحت تصنيفات منها: العنف الجسدي، العنف الجنسي، العنف النفسي.
ولعل العنف الجسدي هو الظاهرة الأكثر وضوحا في مجتمعنا الشرقي حيث يأخذ الشكل التأديبي في معظم الأحيان، الامر الذي أصبح عرفا اجتماعيا لدرجه أصبح من الطبيعي رؤية آباء يضربون أبنائهم في الأماكن العامة. وقد يرجع السبب الى (مفهوم التملك) لدى رب الأسرة، فالطفل ملك لأبيه بمعنى انه حر التصرف به وكيفما يشاء ويحسن تربيته، وهذا الامر هو ما يساعد في تفشي ظاهره الضرب من قبل ذويهم فتنتج العواقب من خلال العنف الجسدي.
الإساءة الجسدية قد تؤدي الى حدوث عواقب عصبيه مثل الاعاقات الدائمة، نقص الثقة بالنفس، التبول اللاإرادي، وتولد العنف لدى الطفل والاعتداء على الآخرين من قول او فعل، وغيرها من الاضرار السلوكية والنفسية التي تزيد من احتمال معاناة الأطفال حتى أنها قد تدفعهم لمحاولات الانتحار.
ان الحب والمودة والتعاون والاحترام المتبادل والرأفة والاحسان هي أساس العلاقة الأسرية الناجحة وهي من اهم مكونات (الأسرة المتكاملة).
ومن اثار العنف الاسري على الأسرة والمجتمع تفكك الروابط الأسرية، وانعدام الثقة، وتلاشي الإحساس بالأمان لأن أي تهديد سيعود بالنهاية الى كيان المجتمع بأسره.
ان الوعظ والارشاد الديني من أهم الحلول لحماية المجتمع من مشاكل العنف الاسري، بالإضافة لتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية والأسرية للأفراد الذين ينتمون الى الأسر التي ينتشر فيها العنف.
وايضاً يجب إيجاد صله بين الضحايا وارشاد الأسر وتوعيتهم وتشجيعهم لمحاربه العنف والإبلاغ عنه وأيضاً وكذلك أقامه المحاضرات لتوعيه الأسر لصنع مستقبل أفضل.