افتحوا ابواب عقولكم واديروها الى الهواء والشمس خذوا قسطا من الراحة في حضرة اليقظة، انزلوا من على قمم جبال الهملايا اخرجوا من شرنقة الأبراج العاجية انظروا الى الاركان والزوايا اصفحوا وتصافحوا .
انثروا عطر التسامح والمحبة بينكم كفاكم لأنفسكم إرهاقا وتعنتا كفاكم تسكعا وشرذمة، انتشلوا أرجلكم من وحل التقهقر والخيبة وريب المنون أنظروا الى العالم من حولكم .
لو كنا نستطيع العيش بعيدا عن سياسة العالم ومشاكله لفعلنا ذلك ولكن لو أردنا ذلك ماابتعدت عنا تلك المشاكل المدنية جلبابها على العالم، رغم الفضل الكبير للعرب والأمة الإسلامية على الغرب وأوروبا في العصور الوسطى .
الا أن ذلك ذهب أدراج الرياح فمخطئ من يظن ان الدول الغربية الاستعمارية قديما وحديثا تريد الاستقرار وتلك الديمقراطية والحرية،لاسيما لشعوبنا العربية والاسلامية هي لاتريدها سوى شعوب متخلفة وجزر منفصلة بعضها عن بعض، يقاتل بعضها البعض هم لايريدون دولا ولا أمما ذات قداسة ولا شعوبا عربية قوية تمتلك الغذاء والدواء والسلاح، هم يريدون منا نبقى قابعين في مؤخرة الأمم والشعوب نعيش على صدقات المحسنين وتبرعات الصالحين من البنك الدولي .
هؤلاء لاينسون التاريخ لكن العرب قد ينسون في الصباح مافعل بهم في المساء، لذا هم حريصون كل الحرص أن يظل نفوذهم ممتد الى السحاب وإلى باطن الأرض السابعة يديرون الأمور من وراء الكواليس .
ألا ترون تلك الشعارات الزائفة وخدع وديمقراطية كاذبة شكلية أستكمالا للديكور كباقات الورود والزينة في حجرة أستقبال الضيوف .
ولعل مانشهده وشاهدناه من تخلخل وخلل في صفوف الأمة العربية والإسلامية وسفك للدماء وقتل وتفرقة عنصرية بإشارة خضراء من أولئك الذين يديرون السيناريو والحوار من تحت أرجل الطاولات، ولا مانع من شجبهم واستنكارهم وإصدار بيانات من الإدانة هنا وهناك لزوم للحبكة الدرامية .
ولعلنا اليوم أمام معركة وجود ناهيك عن معارك الحدود فيتحتم على الكيان العربي والإسلامي أن يصحو من كبوته ويقفز بخطوات وثاقة وقوية الى الأمام .
نحن أمام تيارات وبروتوكولات وديكتاتوريات تسعى جاهدة الى بث سمومها في الدماء العربية والإسلامية وشق عصا الوحده .
بالله عليكم من أعطى الأحقية لتلك الأقلية من الدواعش في ذبح الناس من الوريد الى الوريد باسم الدين .
من الذي أجج أزمات مايسمى بالربيع العربي من الذي يطبل للآريين( إيران) ويصفق للحوثية الماردة اليسوا اولئك المشغفين والمتعطشين إلى الدماء لعل الصورة أتضحت واصبحت افصح من الكلام .
يقول المستشار الألماني السابق هلموت كول إن أوروبا والغرب هي النادي المسيحي الكاثوليكي حيث يستحيل خلق التعايش بين الروح والجسد .
وأردف بقوله أن المسجد هو المكان المناسب للتفاهم والتعايش وخلق روح الديمقراطية، لذلك يسعى هؤلاء الى شق الصف العربي والإسلامي كي يتسنى لهم الدخول من تلك الثغرات وزراعة الفتن .
لذلك أقول لكم أفتحوا ستائر نوافذكم وأستنشقوا رائحة عطر الصباح، لاتكونوا آلة تليدة في جيب النسيان فيرهقكم الباطل، لا وقت للأحلام الرمادية أنتم أمام ملحمة كفاح مع الحياة مع الإنسان وغضبه مع الطبيعة وغضبها، لأتكونوا وليمة سهلة يهزها القلق ويرعاها الغرب وأوروبا، فاولئك الموسومون بالسرعة الذين تضيع حياتهم وأرواحهم في صخب وضوضاء الآلة الخانقة ، رغم ماحققوه من تقدم علمي وثقافي لكنهم حتى الآن عاجزين أن يتغلبوا على حماقة الإنسان، لاسيما أن الإنسان لديهم مستعد للسقوط فريسة في وحل الهتاف العدائي أو نداء للحرب مهما كان ذلك سخيفا باطلا يخترعه الحاذقون من الزعماء .
هم يعيشون فوضى عارمة ورهبة من الواقع المؤلم تسكن حتى غرف النوم، فلا يمكن حل المشاكل البشرية في المصانع أو المعامل عاجزين عن صنع الإنسجامية بين الروح والجسد .
وأخيرا فعلينا كعرب مراجعة مفاهيمنا وإعادة الهيكلة ونبذ سعوط الأوهام، ودمتم مع عالم عربي وإسلامي يعيش يقظة جديدة .