شاعرنا الذي سوف ينثر هذا الشذا بكل إبداع هو شاعر ابدع في صياغه القصيده وتركيبة الحرف والمعنى يملك الاحساس الراقي والبوح الذي يسمو بك إلى سما الأبداع والرقي نغوص الليله إلى أعماق شاعرنا لنخرج بكل الدرر والمرجان واللؤلؤ .
باسمكم واسم ملتقي (فواحة عطر) و (صحيفة خبر عاجل) ارحب بالشاعر المبدع (عبدالله سعود العنزي) كل الهلا الغلا فيك مع مذيعتكم ( شاهة القضاة) .
س/ عندما نفتح دفتر الحياه ونقلب أوراق الطفوله هل لنا أن نقرا من أوراقها ماتريد أن يكون الصفحة الاولى في هذا اللقاء؟
ج/ عند سماع أي كلمات عابره أو حديث مجالس يتكلم عن الطفوله والماضي تاتي أمامي صور أشخاص عاشرتهم وتربينا في حاره وشارع واحد افتقدهم كثيرا ولكن تبقى ذكرياتي مع الوالد رحمه الله ومجالسته زرع فينا الثقه بالفطره وبدون أساليب وشروط التربيه الحديث كلفني باشياء مهمه في سن مبكره بالعاشره من عمري .
والغريب بالموضوع مع انني منبهر بهذا التوجه لا أستطيع ان أعمل مثله مع أولادي ومافعلته بعمر عشرة سنوات لا اثق بان يفعله ابنائي بالعشرينات .
تناقض مزعج لي شخصيا ولكن ربما الزمان والمكان والحياة بشكل عام لها دور بهذا الهاجس والقلق المزمن .
س/ لو اردنا الغوص في أعماق شاعرنا عبدالله ما الذي يمكن ان تبوح لنا به عن قرب؟
ج/ قلبي من الذكرى مجاديف بحار
يوم انكتب رزقه بمجداف همه
يفرد شراع الريح مع كل الاقطار
ويشوف ذكراها على راس قمه
كذا حياته ماتردد ولا اختار
ماهو مسامح بعد ماضاع دمه
اول شبابه بالزمن شبة النار
واخر عجاج الوقت عينه تلمه
طيفه مخاويني مثل خوة الجار
ستر الخوي دمع المفارق بكمه
الشعر له حبكه وله رمز واسرار
والشوق وصاني على بنت عمه
هذا الغلا لاصاب رجال ينهار
كنه طفل ماشاله ابوه وامه
وانا لها من عالي الود منهار
وهذا نصيبي ذقت حلوه وسمه
س/ ماهي أهم ينابيعك ومجاري أنهارك التخيليه والجماليه الشعريه لتاسيس قصيدتك؟
سوال جميل جدا وسبق ان تم النقاش بين الاخوان بالملتقى على بيت شعر يخص الابل والوانها والقبايل المهتمه بهذا النوع منها ولم اتطرق لطرحهم في حينها وهذا هو بيت القصيد ومحور الاجابه على السوال عن ينابيع الجمال
في تاسيس القصيده.
وهنا اتكلم عن القصيده القويه ذات الطابع الرسمي الجزله بمعنى الكلمه .
يجب على الشاعر ان يكون لديه معرفه جيده عن الانساب والابل والسلاح والبر ومايحتويه من جبال وشعاب واشجار ومسمياتها والامطار والفصول والتغيرات الكونيه ومطالع النجوم وعلم الفلك ولاهتمام بالبحث والقراءه عن ماينقصه من معرفه بكل ماذكر اعلاه وهذامايصنع الفارق بين قصيده واخرى وهذه اهم مصادري وينابيعي وانهاري.
شام والا بالجزيره تلحقك شرهه وقيمه
يومنا ربع وعواني شامت الديره وشام
خام تشعاها الليال الممطره وبله وديمه
إرتوت منها الغصون الممحله والقلب خام
دام جاذبها الغياب تموت ذكرانا حميمه
اعدمي كل المشاعر نعمه ان الراس دام
التمام انك تعدين العطاء بقدرٍ وشيمه
منك ياجزل العطايا جرح والحاله تمام
الهيام لقلب واحد قسمته ماهي سليمه
خلها لثنين تسمع عندهم صوت الهيام
رام قلبي بالمواجع ياوريثة طبع ريمه
اشهد ان الطبع غالب عودة ريمه ورام
نام طرفي ماوعيت الا وطعناتك مقيمه
عازفه لحن الخفوق وساريه ذاك المنام
خاطم ذاك الزمان وشاربه كني نديمه
مايهد الصعب دايم غير في قيد وخطام
حام فكري مثل حرٍ هدته من فوق غيمه
جابته عزة مكانه وارتفع خشمه وحام
انعدام الوزن والتفكير والفرحه يتيمه
ضعت من حاله لحاله جاذبيه وانعدام
عام واحد في غيابك مرت الدنيا إليمه.
اشهد ان العام بعدك ينحسب بالفين عام
السلام ولاذكرتي عندك ارقامي قديمه
اننتظر ساعة ترد الصوت والدنيا سلام
س/ الوطن ليس نص شعري انه مكان وتاريخ وماضي وحاضر ومستقبل والارهاب المجنون الذي يضرب هنا وهناك هل نستطيع بالقصيده وقيم الجمال والحب ان نحارب هذا الارهاب وهل الشعر بوجهه الجميل قادر على استبدال القبح بالحب والجمال؟
ج/ للاسف لا نستطيع التغيير بالكلمه ولا بالقلم لان المصادر المغذيه للارهاب وهذا الفكر تلعب على وتر الامور العقائديه والدينيه ولامجال لاستبدال الوجه القبيح للارهاب الا بالعلاج المستخدم حاليا وهو خيار لابد منه واعني ادخال بعض الثقافات والقيم على مجتمع محافظ لفك هذا الحصار الفكري .
للاسف إنتمائي للقبلي أكثر من الوطن وهذه كلمه حق بدون تزييف هناك أمور لامجال للافصاح عنها كونت عندي هذا الشعور وعند الكثير من مجتمعي.
س/ الانثى هي القصيده والقصيدة انثى والمرأه الانثى في اي نص شعري ربما تكون هي القصيده ماذا تقول في ذلك؟
ج/ من العصور ماقبل الاسلام والمرأه محور مهم بالقصيده ومازالت ولكن تغير الحال مع الشعراء المعاصرين قديما كانت رمز للفزعه والنخوه والحرب والعفه والوفاء والطهر وملجا الحبيب وكثيرا ماورد ذكرها للافتخار فيها مثل اخوان نوره ، اخوان مريم ، وهذا للاستدلال بحكام السعوديه والكويت وكذلك على مستوى الشيوخ والقبايل مثل اخو نمشه ، عقاب العواجي ، اخو سنيده ، سعد بن غنيم وغيرهم الكثير.
للاسف الان الشعراء المعاصرين اساؤوا لهذا وأصبح ذكر مفاتن الانثى ومسلسل الخيانه والعتب وإثبات الحب هو أساس بناء القصيده.
ابتعدوا كثيرا عن الكيان والرمزيه الحقيقيه ولذا أنا لا أحب هذا النوع من الشعر ومقل جدا فيه الا من باب المراسله والمزاح بمحيط الاصدقاء فقط وهذه قصيده :
جاك القصيد ولا على الشاعر ملام
حنا لها والحرب نشعم ضوّها
نسكر على صوت العزاوي بالزحام
نحذف غترنا واردين حموّها
غنا طرب صوت عنزه شرقٍ وشام
يوم اعتزينا والطناخه توّها
يوم احتزم مصلح وبالشده حزام
دوك الغوارب بالجزايل كوّها
نفداك ياعقاب العواجي لك سلام
مثل الرعود اللي ترازم نوّها
ياراعي الجدعا دوا العايل خطام
ناطا عليها مايجينا سوّها
يوم انتخا بنمشه ولا فيها كلام
شيخ المراجل جابها بعلوّها
شيخٍ ولد شيخٍ وبالطنخه وسام
كبد الضما عنده إدواها روّها
يومنها بالرمح والسيف الحسام
ماهمنا كثر البشر من شوّها
جاهم عقاب الخيل بالشلفا وحام
روس المشايخ تنحذف بغلوّها
تخضع له ارقابٍ تطاول بالمقام
ودانت له عروشٍ يهد سموّها
فرسان دوله تستعد إله احترام
وهيبه تجفل بالخيول هدوّها
هذا عقاب الخيل كساب السنام
جزل القصايد يستريح اقوّها
حنا ترى الويلان عامٍ بعد عام
نحكم دول ولا نحسب لقوّها
س/ هل نلت حقك من الانتشار وهل أنصفك الأعلام سواء من خلال الظهور في برامج أو المشاركات في المهرجانات والامسيات؟
بحث عن الأعلام والإنتشار أيام البدايات فقط ولكن كان اللوبي المحرك لهذا الأعلام محصور في شله وفزعات وعلاقات ربما أكون من اوائل من أستخدم المنتديات بالسعوديه والتسجيل بالقنوات الفضائيه في بدايات الانترنت والقنوات الفضائيه في 2005 تقريبا وتوقفت عن الشعر بعد ذلك سنوات ولم أكن أبحث لنفسي عن مجد شخصي والحمد لله وكذلك لم ابحث عن الانصاف من الاعلام لاني أعرف أسراره وخفاياه ويكفي انني معروف عند شريحه كبيره من أبناء الجمهور حتى أن البعض منهم يعرف قصايدي ولايعرفني وهذا النجاح الذي أبحث عنه لذلك سخرت وقتي وشعري لخدمة فكري وتوجهي دون مراعاة مايرضي الاعلام مع احترامي لهم.
س/ وسائل الاتصال أو التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين ما اعطتك وماذا اخذت منك وهل برايك اخذت مكان الاعلام الورقي؟
ج/ بكل تاكيد أخذت حصه كبيره من اهتمام الناس والمتابعين وأخذت الضوء من الاعلام التقليدي وبفضل الله أعطتني معرفة أشخاص لهم كل الأحترام ولم تاخذ مني أي شي يستحق الذكر وأصبح لدي الخبره بالتعامل مع ماورا الكواليس في هذه الوسائل.
الحركة النقديه لم تؤدي دورها للاسف في تطوير الشعر لان الكثير من الشعراء أصبح لديهم حساسيه من النقد وكانهم فوق مستوى النقد.
بهذه المناسبه اذكر لقاء للشاعر الرمز سعد بن جدلان رحمه الله عندما سأله المذيع عن تقبل النقد أجاب بأن النقد لو يوجه لي من طفل ورايت ان معه حق بما يقول لشطب على ماكتب واستفدت من الملاحظه.
الان تبدي مجرد ملاحظات على خلل بالوزن أو مفرده في غير مكانها لشخص مبتدي لايتقبلها وكانه يريد نقد اكاديمي للنابغه الذبيانيأاو نزار قباني وهذا خطأ وعلينا نسمع كل الاراء وناخذ الجيد منها ونستفيد منه ولا نلتفت للنقد المغرض ابن جدلان متنبي العصر ويملك كل هذا التواضع ولكن للاسف هناك مبتدئين لا يقبلون النقد.
س/ لماذا يتحول كثير من الشعراء إلى نقاد متناسين حرفتهم الاصليه وهل ترى في أدوات الشاعر العادي مايصلح للعمليه النقديه؟
ج/ لم يتحولوا لشي خارج إطار مايجيدونه، الكثير من الشعراء لديهم معرفه بالبحور والقوافي والخلل بالاوزان واذا كان الشاعر لايكسر فهو يستطيع معرفه الكسر بكل سهوله ليس في ذلك عمليه معقده وأنا شاعر عادي وليس لدي تعليم أكاديمي أعرف بأن هناك شعراء يكتبون وتد في بدايه قالب مستفعلن اذا استثنينا وتد الزحاف وليس شرط ان نرجع للتقطيع العروضي لمعرفه ذلك وتكون معروفه من النطق والممارسه والبعض مثلا يكتب على قافيه ( وصالك ) وثم ياتي في (جيتلك ) ولايعلم ان القافيه هنا اختلفت لانها تعتمد اساسا على الجرس الموسيقي ومثل هذه الامور لاتحتاج الى أدوات اكاديمي لنقدها وعلينا تقبل اراء من هم أعرف منا بهذا المجال إذا أردنا أن نتطور.
س/ درجة الوعي عند الشاعر بخطورة الانتساب للقصيده يجعله يهيب للسفر عبر مجهولها، كيف يستطيع الشاعر ان يتق شراسة المصافحة الاولى مع النص لحظة الكتابه.؟
ج/ احساسه بما يكتب وتختلف من نص إلى آخر والبعض يسميه شعر النظم وموضوع النص هو من يحدد الابحار ومدى الانتساب للكلمه هناك نصوص تعيش مع الشاعر من البدايه واذا كتب دفاع عن موقف معين يتاثره بما يقول وهذا مانسميه بالعاميه الطناخه او قصيده شواشه وهذه اخطر القصايد على الشاعر والمتلقي، لا ياتي الوعي الا من تجارب وممارسه.
المشهد الثقافي في تراجع مستمر ليس بسبب التكنولوجيا ولن يكون لها أي دور إن شاء الله وإنما السبب الرئيسي خروج بعض الدول من المشهد مثل سوريا والعراق ومصر وتونس وغيرها من الدول المهمه بالمشهد الثقافي العربي بأسباب الحروب وإنصراف المثقفين للبحث عن لقمة العيش باكثر الاقطار العربيه.
وهذي قصيده غزليه “رمش العين” :
احرقي كل الرسائل على جمر الجحيم
حركي كل الليالي من اوضاع السكون
ريحيني والصدر ضاق باالوقت القديم
واجرمي في ذبح قلبي تناديك الشجون
لا الجسم بعدك طبيعي ولا عقلي سليم
ماعرفت الا هلاكي من اطراف الجنون
وآه يالبى شعورك مع اصوات النسيم
كان ابن جدلان غنا على عذب اللحون
هيضتني والمواقف لها الرجل الحكيم
ما يغير ناتج الشرح منسوب المتون
قلبي اللي للمسافر مثل ضرب الهزيم
ماوصل حد السعادة ولا شاف المزون
وانكثي حلفك عن الوصل بالله العظيم
واطعمي عشرة مساكين باليد الحنون
خلي الحب اشتراكي على مبدأ الزعيم
والا انا حدي مبادئ مع اطوال الدقون
والله اللي يغفرالذنب وان جاك الحطيم
ادعي الله واستجيري من كبار الظنون
واذكري باخذ قضايه من الوجه الكريم
ما يضيع الحق وان طال رديت الديون
ومثلي دور الضحية وانا صرت الغريم
وماعليها ضيقة البال وان جتني تمون
وانتهى كل الامل ظلم من بطش اللئيم
والضحيه من تسييس على خانة بدون
كان موقفهم مشرف على ذاك الخصيم
ماغفى رمش الحقيقة ولا نامت عيون
والرجال اللي تغطوا مثل بعض الحريم
عندهم صوت العروبة عساهم يسلمون
والعفو عفوك إلهي من الوضع السقيم
تربيت ضرع الخيانة يجي يوم وتخون
في نهايه هذا الحوار اشكر الشاعر الجميل جدا عبدالله العنزي على تحمله ثقل دم اسئلتي وعلى إجاباته الرائعه الف شكر لكم لحضوركم ومتابعتكم.