جمال بنت عبدالله السعدي
من نافذتي الصغيرة ، التي أطل منها على العالم الفسيح ، أشعر بالبهجة إذ أرى قاصدي مسجد الحي جوار منزلنا.. كبارا وصغارا.. مواطنين ومقيمين.. فقراء وأغنياء.. وعمال وأصحاب أعمال .
يداخلني شعور عارم بعظمة هذا الدين مهما حاول المغرضون التفريق بين نسيج هذا المجتمع بمكوناته وأطيافه وألوانه وأجناسه أو سلب انتمائه وتشتيت جمعه .
يجمعهم نداء واحد "لا إله إلا الله " وحب واحد "محمد رسول الله " يحثون الخطى حينا " حي على الصلاة " ويمشون الهوينة حينا " حي على الفلاح " وتسكن جوارحهم سكينة .
منهم المبكر ومنهم المتأخر ولا يثنيهم تأخرهم عن اللحاق بالصلاة وحضور الجماعة .
لا زالت الدنيا بخير.. ابتهج وأنا أحدث نفسي،
وكذلك الشعور ينتابني في طريق السفر على الخطوط السريعة تلك السيارات التي تقف على جوانب الطريق بمجرد دخول وقت الصلاة عائلات أو رفاق سفر يصطفون خلف رب الأسرة أو خلف كبيرهم.. آمنين مطمئنين كبارا وصغارا رجالا ونساء .
مشهد آخر يبعث على البهجة تجمعات العمال في المحلات والأسواق يسارعون للصلاة وان كان المكان لا يتسع لهم بالمسجد تجدهم على الأرصفة والطرقات وبين السيارات .
لازالت الدنيا.. بخير طالما أرواحنا معلقة بقيم عظيمة، ومتمسكة بمباديء قويمة ، وطالما منا من يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدفع الصدقات، ويحج ويعتمر .
بشراكم
لا زالت الدنيا بخير.. ما أقمنا حق الله وما آتينا حق العباد .