أمل الغامدي
نتداول في الأغلب كرة حرير سوداء في مجتمعنا أو حتى بين قلوبنا، تتصارع الفكر وإنطلاق الأحكام، تخضع لوجوه الحقيقة والأسرار البائتة، وشيء من ملامح الغموض .
فقد نحتار كثيراً في مصطلح (الطيبة) ، فهو يختلط علينا ويختلف بحسب انطباعاتنا، والمقولة المعروفة (فلان طيب ولكنه.. يكذب، يضرب، يتكبر، يُحرج غيره، قاسي، لايهتم، عصبي،....الخ)، تبدأ معها التساؤلات هل بالفعل هو طيب، هل هي مجرد أخطاء بسيطة، أم عيوب بأخلاقه وتعاملاته، ربما نحذر في تسمية شخص بأنه سيء أو شرير .
وقد يعود ذلك لخوفنا من الله تعالى، أو حتى لا نضع أنفسنا في قائمة الأفضل، وبما أننا بشر فنحن نجمع بين خصال الخير والشر، ولكن الفاصل هو أغلبية أحد الجانبين وتغلبه على الآخر، فهل الجميع طيبون؟!
البعض يرى ذلك وأظن أنه يعود لطيبة هؤلاء ؛ فهم يحكمون من خلال أنفسهم، فهمنا لمن حولنا يعتمد على قِيمنا وأخلاقنا ومستوى فكرنا ورقي أحكامنا، لذلك الشخص الطيب ذو الأخلاق الحميدة قد يقع في مواقف مؤلمة حين يتعامل مع أشخاص سيئين ، ربما لأنه مازال يشعر أنهم طيبون بالرغم من سوء تعاملهم
والبعض يمتلك القدرة على خلق التوازن في تعامله بحيث لا يتعرض للألم أو الإهانة من شخص سيء، لأنه يتبع قاعدة الحذر والتأني حتى يميز مدى طيبة الشخص المتعامل معه، لا شك أن هذا من الأمور الصعبة في حياتنا، لكن الأكيد أن الحرير الأسود لن يُخفي ملمسه سواده .