امنة الخبراني
يعتبر الإستغلال ظاهرة إجتماعية تحمل العديد من المعاني الإيجابية والسلبية، وتنطبق هذي المعاني على العمل التطوعي، فمن الممكن أن يستغل المتطوعون أوقاتهم وطاقاتهم في الأعمال التطوعية وهذا الإستغلال يعود بالفائدة على المجتمع .
أو قد يكون إستغلال سيء والذي نعتبرة ظاهرة تشوة هذا العمل الإنساني، فبالتالي تقوم بعض المنظمات التي تصنف من المنظمات الغير الربحية باستغلال بعض المتطوعين لأغراض خارجة عن العمل التطوعي الخيري، وتتخذ هذه المنظمات من هذا العمل الإنساني غِطاء للاستغفال والأستفادة الشخصية من الفرق الناشئة والمتحمسة التي تبحث عن مظلة رسمية لها.
وقد ظهرت وبرزت بعض هذه المنظمات بجهود المتطوعين التي تُنسب إلى أعضاء مجلس إدارة هذه المنظمات فقط، وبالتالي لم يجد المتطوعون مكاناً للتطوع في هذه المنظمات، فهم يخلقون لهم الدوافع بحصولهم على شهادة بعدد ساعاتهم التطوعية لكونها متطلب لدى الجهات التعليمية للحصول على ترقية، وهذا ما أدى إلى زيادة الإقبال على هذي المنظمات.
ومع مرور الوقت وزيادة الوعي فقد تعالت الأصوات التي تحذر بأن المتطوعين اصبحوا عرضة للإستغلال ويتم إستغلال المتطوعين بعدة أشكال، مثل سرقة أفكارهم وجهودهم ومواهبهم، وخططهم ومشاريعهم ليتم نسبها إلى هذه المنظمات أو بالأستغناء عن بعض الموظفين لوجود عدد كبير من المتطوعين كما يتم تمديد عدد ساعاتهم التطوعية والتدريبية، لحصولهم على شهادات الخبرة.
ويشكو بعض المتطوعين من عدم حصولهم على مقابل معنوي أو مادي لساعات عملهم التطوعية الطويلة.
ونحنُ الآن نطالب بإنشاء مؤسسات لإعادة صياغة أنظمة العمل التطوعي، وتدريب العاملين والمتطوعين وعمليات التنظيم التي سيكون لها دور بارز في حماية المتطوعين من الإستغلال، ولكن يتطلب الأمر مزيداً من الرقابة على هذه المنظمات التي بدورها تحاول إستغلال المتطوعين تحت مسمى الأعمال التطوعية.