جمال بنت عبدالله السعدي
ادمتني كلمات أقرأها مؤخرا في وسائل التواصل الاجتماعي من وصلات ردح وقدح وذم وشتم ما أنزل الله بها من سلطان .
ألهذا المستوى وصل بنا الأمر نحن المسلمين من إساءة ظن وتخوين وتشكيك، وأتخيل بخيالي لو أنهم تقابلوا بالميدان لما تردد أحدهم على ضرب وطعن وشد وجذب الآخر " لا قدر الله " هذه الشحناء بيننا لصالح من؟
ولماذا الآن؟؟
ومن وراءها؟!!!
ماذا يعني ان يتقاتل السعوديون خاصة مع الفلسطينيين؟؟؟
هل علمتم ماذا يقال للطرف الآخر وماذا يشاع بينهم وماذا يعرض عليهم حتى يشحنوا البغضاء بيننا وبينهم؟؟! وماذا تعلن الصحف الإسرائيلية ووسائل الإعلام الأخرى لديهم من تسريب إشاعات ليل نهار؟؟ وما تشيع أبواقهم ؟؟!
هم يعلمون تماما ماذا تعني فلسطين للمملكة قيادة وحكومة وشعبا ويعلمون أنها الداعم الأقوى والأبرز للقضية الفلسطينية منذ تأسيسها .
ويعلمون ماذا تعني السعودية للفلسطينيين شعبا وحكومة وكذلك لبقية شعوب العالم الإسلامي والعربي، فلماذا تشوه صورة المملكة الآن بين شعوب العالم العربي والإسلامي ؟؟
ولماذ يشوه شعب فلسطين اليوم أمام السعوديين من قبل مع اللبنانيين ومع السوريين ومع الأردنيين ومع المصريين ومع غيرهم عبر عقود النضال والكفاح حين يلاحظون دعم وإحتضان الشعوب لقضية فلسطين ؟
هلاّ تساءلنا؟؟!!
أما بيننا من رجل رشيد؟؟!
بلى بيننا وأشعر بشيء من الراحة والسكون حين أقرأ بين الردود من يدافع وينافح عن قضية فلسطين وشعبها وعن القدس وقداسة الأقصى .
ولكن كمية الشتائم وتزوير الصور وفبركة الفيديوهات يتكاثر كما الفطريات والطفيليات مما يدل على وجود ايادٍ خفية تعمل على إشعال نار الفتنة واستخدامها بقوة الآن وصلت الى حد أن إحدى الردود تقول : "ابغى ريال فلسطين اللي دفعته من مصروفي المدرسي ونصف الصامولة اللى قسمتها بيني وبين زميلتي الفلسطينية !! "
نحتاج الى وقفة مع كل ما يجري على ساحات التواصل وكم اتمنى لو ان يكون هناك تتبع لهذه الحسابات المسيئة من الجهات المختصة والتأكد من هوية من خلفها .
ولا يخفى علينا وجود مأجورين وعملاء وخونة هم كالسوس في الجسد ينخرونه لينهار من تلقاء نفسه دون ان يتكلف العدو رصاصة واحدة .
وهنا لا أنسى مقولة دهاة صهيون : (اقطع الشجرة بيد أبنائها) والأشد خطورة ايضا تبني بعض الكتاب والمثقفين مهمة التحريض والتشهير والإساءة لفلسطين وشعبها لحد القول : "لك العتبى يانتنياهو حتى ترضى" .
الهذا المستوى وصل بنا الأمر ؟!!
ولمثل تتنياهو يقال له هذا القول؟!!
والإعلام لما له من دور خطير لابد ان يقوم بواجبه في تبيان خطورة تنامي هذه المشاعر العدائية بين أبناء الأمة الواحدة والضحية بيننا تنزف ويستفرد به عدو شرس لن يكتفِ بالقضاء عليها خاصة وأن أطماعه معلومة مشهورة منذ تأسيس كيانه الغاصب .
" أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل" ولن يقفوا عند حد حتى يتحقق مبتغاهم والسلام ألعوبة يلهوننا بها من عقود ولن يتحقق منها الا ما يتوافق مع مصالحهم الأعلى وبالأمس قالت احداهن في اجتماع مجلس الأمن صراحة عيانا بيانا : (اسرائيل لن توافق على أي قرار من مجلس الأمن لا يحقق مصالحها.)
استيقظوا وتبينوا وتحققوا ولا تضعيوا بوصلتنا ولا تعون علينا قضيتنا الأم قضيتنا الجامعة لنا فهي الخط الأول في الدفاع عن الأمة ومقدساتها، إن اجتازه الاعداء سهل الوصول بعده الى بقية أهدافهم .
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من عدو يتربص بنا وبهم اللهم أصلح ذات بيننا وألهمنا رشدنا وسخر لهذه الأمة أمر رشد يستهدون به ولا يحيدون عن سواء السبيل.
آمين