سمير عالم
منذ أيام شاهدت مقطع مصور لبوابة أحد المدارس أثناء انصراف الطلاب، وبدا واضح حجم التدافع والازدحام الحاصل، وتعثر بعضهم وسقوطه جراء ذلك، وعلى الفور تذكرت معاناتي اليومية المشابهة، حين أذهب لأقل ابني بعد انصرافه من مدرسته .
فإدارة المدرسة قامت بتخصيص بوابة واحدة لخروج 700 طالب ودخول أولياء الأمور، ومن ثم خروجهم مرة أخرى ، بعد أن قاموا بانتشال أبنائهم من بين ذالك الموج المتلاطم من البشر، إضافة إلى الطلاب الذين يستمرون في الدخول والخروج مرارا وتكرارا مستخدمين نفس البوابة، في أجواء تتجاوز فيها درجة الحرارة الـ 35 مئوية في أحسن الأحوال .
وأتساءل حينها، هل إدارة المدرسة قدمت أفضل ما لديها لتنظيم هذه العملية ؟!
بالرغم من أن الحلول قد تكون سهلة ومتاحة، ولا تتطلب أكثر من وجود الرغبة لتقديم الأفضل، إلا أننا غير قادرين على تنفيذها في كثير من الحالات .
فعلى سبيل المثال ماذا لو تم إزالة جزء لا يتجاوز الخمسة أمتار من السور واستبداله ببوابة، بحيث تخصص إحدى البوابات للدخول والأخرى للخروج، ألن يكون ذلك أفضل، وأكثر حضارية، وأكثر احتراما لإنسانية البشر .
أنا لا أشير في حديثي هنا إلى المشكلة بعينها، إنما أود أن أتحدث عن فكر يفرز لنا العديد من الإشكالات والظواهر، فماذا لو وجه كل مسئول إلى نفسه هذا السؤال ، بحيث نتجاوز العقلية التي لا تستوعب سوى فكرة القيام بالواجب، بغض النظر عن أننا نؤديه بشكله الأفضل ونبرع فيه، أم أننا نود إنجازه للتخلص من مهمة نحن مطالبون بإتمامها .
متلقي الخدمة عادة ما يطالب مقدمها بالأفضل، ومقدم الخدمة عادة ما يتذرع بأسباب قد لا تكون منطقية للكثيرين لتبرير التقصير الحاصل، وفي مجتمع تتبادل فيه المصالح، فنحن نتبادل الأدوار من حين لأخر، بحيث قد أكون أنا مقدم الخدمة في محل عمل ، ومتلقيها من جهة أخرى .
إذا: من المنطق أن يسأل كلا منا نفسه، هل أنا أقدم أفضل ما يمكنني تقديمه، قبل أن أطالب غيري بالكمال، وهل نحن جميعا نقدم أفضل ما لدينا ؟!