أماني الزهراني
٨-٨-١٤٣٩هـ
24-4-2018 م
اليوم الذي حمل في طياته
من المشقة ذات المقدار من
الراحه ،ومن الألم والحزن ذات
القدر من الفرح والانشراح ،من
الصبر والضيق ذات الحجم من
الفرج و السعه ، اليوم الذي
تفجرت فيه أضلعي هلعًا
وامتلأ فيه نبضي رُعبًا ..ضاق
بقلبي الكونُ رغم اتساعه ،
الأماكن حولي اظلمت وامتلأت
وحشه ،رغم ازدحامها
و النور الذي كان يشعُ فيها ،
بكيتُ فيه بالقدر الذي بكيته
فيما مضى من عمري ، اجتاحني
فيه من الخوف مالم يعهدهُ قلبي،
كُل قوةٍ كنت اعتزُّ بها خارت وتلاشت،
كل بحار الأمل التي كنتُ أبحرُ بين
أمواجها جفت واختفت ،وكلُ جبال
الأمان نُسفت من أرضي .
خمس ساعات فصلتني عن صغيري ،
كانت من أشد أوقات عمري صعوبةً
وثقلا ، تركتهُ وحيدًا بين ايدي الجراحين
ومشارط الجراحه .. تجاهلتُ وعدي
له أن لااتركهُ وحيدًا ،كان يُكرر ليلتها
” ماما ماتخليني ” ترددت هذه الجملة
في ذهني طيلة تلك الساعات ، اختنقتُ
بها وجعًا ، فقدتُ الأمان ..
تهتُ بين صوتهِ وصداها في أرجاء
روحي الخاويةِ بدونه ،انتظرتُ والوقت
يتباطأ ،انهضُ مع كل صوتٍ اسمعه ..
كل خطوةٍ مرت في ذلك الحين ، لم
تكن على الأرض بل كانت تقرعُ جدران
قلبي ،كلُ الابواب التي فُتحت وقتها
كنت اتأملها بلهفه انتظرُ شيئًا من
الطمأنينة والأمل ..
في تلك الساعات آمنتُ أن الشعور
الذي اجتاحني لن يشعر بهِ أحدٌ من
حولي ،و أن الصعوبات التي تكسرُنا
لن يشعرُ بعظيمِ ألمها سوانا ، كل تلك
الظلمةُ العظيمه لم تباغت سوى
روحي ، و _الله _ وحدهُ من اعتنى بقلبي ،
ثم دعوات أمي ، نام الجميع الا أمي ،
كنتُ أشعرُ بدعواتها تلتفُ حول قلبي..
تلملمُ اجزاءهُ المتناثره ، تجعلُني اتماسكُ
كلما شارفتُ على السقوط .
انقضتِ الساعات الخمس ،والتقيتُ
صغيري .. كان لقاؤه حينها كالميلاد
الجديد لروحي ،كالتحررِ بعد الاستبداد ،
كالوقوف بعد السقوط ..كالسلامِ بعد الحرب ،
تأملتُ تفاصيل ملامحه ، امسكتُ بيديه ..
كنتُ اريدُ احتضانه بكل مااوتيتُ من قوه،
أردتُ أخذه إلى قلبي ليكتمل مابُتر منه ..
لكنني لم استطع ، اجتمع فرحي بلقائي
مع سعيرِ بُعد جسده وغياب صوته ،
آلمني بشده مارأيتهُ عليه .. لكنني
قلتُ لابأس لابُد من الألم قليلا ..
لكي تبرأ جراح روحي و تلتئم جراح
قلبه ، ليعود قلبهُ الصغيرُ للعيشِ
بسلام .
تركتهُ في ودائع الله .. الحافظ
الأمين ،الرحمن الرحيم ، العليمُ
بكل مرارةٍ قاستها روحي و قلبُ
صغيري .. القادرُ وحدهُ أن يعيدهُ
إليّ طفلي وجميلي وسعادة قلبي
بعافيته التامه ويبلغني فيه ما أتمنى .