أ/ يعقوب الفيفي
” أنت قائد ناجح !” كلمات نسمعها بشكل مستمر في واقعنا العملي في جميع المنظمات ويحملها المطبلين دائماً لمدراء إدارتهم لتمرير مصالحهم الشخصية ولكن هذا المفهوم يشكل ضرراً كبيراً على جميع الموظفين وعلى مصالح الإدارة والمنظمة، والقائد الحقيقي والفعلي لا يحتاج للتعريف لأن المعروف لا يعرّف.
القيادة مصطلح دقيق ذو معنى عميق جداً لا يفهم تفاصيلها إلى المتخصصين في القيادة ولهم تجارب فعليه في مجال العمل.
ومن أهم المهارات التي لا بد أن يتقنها القائد الفعلي هو أن يفهم بشكل فعلي معنى العلاقة الإنسانية وتأتي من خلال إتقان مهارات الاتصال والصبر العميق وحسن النية دائماً مع الآخرين سواء الموظفين أو الجمهور الخارجي للمنظمة، وأهم هذه المهارات أسلوب مخاطبة الموظف على سبيل المثال، أنت شريك فعال في العمل، أنت جزء من هذا الصرح العظيم، نحن جميعاً تحت مظلة هذه المؤسسة لتحقيق هدفنا المشترك للرقي بمستوى العمل والخدمة المقدمة، مثل هذه المصطلحات تبدو سمات القائد الفعلي في التعامل مع الموظفين وغيرهم. وفي الجانب الآخر الكلمات التي تأتي بأسلوب الأمر وللأسف هذا ما نلمسه في واقعنا بشكل كبير بدون تعميم مطلق كـ أنجز عملك !! أنت مخطئ !! أداءك ضعيف جداً !! حتماً بين الأسلوبين فرقٌ في الواقع و الأثر، وفرقٌ في الاستقبال والاستجابة!
ولو تسائلنا لماذا كان هنالك فرق لوجدنا الإجابة في منظومة ما يسمى بـ العلاقات الإنسانية في بيئة العمل، فهي بمثابة مؤشر للأداء، فكلما ارتفعت نسبة العلاقات الإنسانية ارتفع معها مستوى الأداء والإنتاج و من ثم تحقيق الأهداف بفعالية، وعكس ذلك أنه عندما تنخفض هذه العلاقة فإن الأداء والإنتاجية بدوره يتدنى أو على أقل تقدير سينتج عنها بيئة عمل غير ملائمة لتحقيق الأهداف أو إن أحسنا الظن فهي تعمل على تأخير تحقيقها!!
وقد ركز (التون مايو) وهو من رواد مدرسة العلاقات الإنسانية على مفهوم إشباع حاجات الفرد الإنسانية سواء مادية أو معنوية وما يرتبط بها من دوافع وحاجات ورغبات، لتحسين مستوى بيئة العمل، والاهتمام بالعنصر البشري في المنظمة وسيلة مهمة يتحقق من خلالهما رفع الروح المعنوية للأفراد وزيادة دافعيتهم للإنجاز، بخلاف هذه النظرية التي كانت تنادي بها المدرسة الكلاسيكية التي كان هدفها الاهتمام بهيكل وآلية المنظمة وتجاهل احتياجات الأفراد ودوافعهم.
لذلك لن تكون قائداً ناجحاً ما لم تكن العلاقات الانسانية من أساسيات قيادتك للآخرين، فالقيادة ليست شعاراً يرفع خلف المكاتب الفارهة وتحت المسميات الهيكلية الإدارية كـ ( مدير) ولكن هي واقع حقيقي لابد أن يعيشه القائد الفعلي داخل منظومة العمل. وأخيراً، لو نظرنا إلى المهارات الأساسية التي يجب أن تتحقق في القائد الناجح لوجدناها مرتبطة مباشرة بالعلاقات الانسانية.
الإعلامي والمستشار في مجال القيادة
الأستاذ/ يعقوب يحي الفيفي
التعليقات 1
1 ping
وليد
25/06/2018 في 3:51 م[3] رابط التعليق
كلام درر يعطيك العافيه أ/يعقوب الفيفي