رغد آل فالح
قد ولدت وقلبك مُنفطر على الحب ، يتضاعف ذلك الشعور كُلَّمَا كان صادقًا
فـ المكيال الوحيد للحُب هو أن تعرف حقيقته !
كلمة بسيطة جدًا و تتكون من حرفين فقط ” حُ ب ”
ولكن يوجد بعُمقها آلاف المعاني
هو ذلك الشعور النقي الذي يجعل هُناك تناغم بين الأرواح و القلوب
و الصفة التي ميز الله بها الإنسان عن سائر الخلق
قد يرى البعض أنه من ضروريات الحياة و البعض لا يُلقي بالاً لذلك
أنت أَيُّهَا القارىء هل هو ضرورة لحياتك أم لا ؟
هلموا لـِ نركب في سفينة و نغوص في عمق الحُب :
فـ له نوعان الحُب الحقيقي و الحُب الغير حقيقي
فالأول ؛ عبارة عن مشاعر و أحاسيس تشعر بها تجاه غيرك فـ يدفعك لإحترامهم و تقديرهم دون وجود أي مصالح شخصية أو اجتماعية
ولا يقتصر الحب الحقيقي على المشاعر المتبادلة “بين الرجل والمرأة” بل هو أعمق بكثير فحُب العبد لربه ورسوله هو أسمى وأنقى و أجمل معاني الحُب فالمؤمن يُحِب ربه أكثر من حبه لنفس
أما الثاني ؛ فهو يكون لمصلحة فقط و بإنتهاء هذه المصلحة
ينتهي الحُب
وهُناك مقولة تقول : (من أحبّك لأمر ما كرهك لمجرد انتهائه)
فـ ليس كل حُب ممكن أن يُكلل بالنجاح ا
عليك أن تبحث عن الحُب في “ذاتك”
لأنك إذا احببت ذاتك وجدت من يُحبها
يقول الحسن البصري -رحمه الله-:
” إنّ لكَ من خليلك نصيبًا ،
وإنّ لك نصيبًا من ذكر من أحببت ،
فانتقوا الأحبة والأصحابَ “
وهُناك بعض القلوب التي تُرهق نفسها بالحُب من طرف واحد :
فـ تقع بمشاعر لا مُبادلة لها من شخص ما تبقى مخزونة بقلبك
يشعر المُحِب وكأن الحياة تصفعه بكلتا كفيها و تُهديه صراعات داخلية
إن كانت هذه العلاقة تُحبطك أو تقلل منك أو تستنزف طاقتك فتجاهلها ،،
اختر العلاقات التي تعلو بك ولا تُنقص منك
أنت سيدُ قلبك ومشاعرك
لا تجعل كل شخص يسلِبُ منك قلبك استرجع نفسك
في كل مره يخونك الحُب و يرمي سهامه القاتلة عليك
أرفع يدك قائلاً :
سأخلق لنفسي منافذ جديدة للحياة بعيدًا عن الأشخاص و العلاقات
ما كُنت سأصل إلى هذه المرحلة من الإدراك و الوعي لولا التجارب في الحُب
الموازنة بين العقل والقلب :
لرُبما تتألم من حشدٌ غزير من عاطفتك
ولا بد أن تُوازن بينهما فلا تطغى العاطفة على العقل
ولا يطغى العقل على العاطفة
وكلاهما رغم ضدهما فلا عيش بدونهما
كالحر و البرد ، الغنى و الفقر ، الصحة و المرض
بعد مراحل متعددة من المواقف ستشعر أن الموازنة هي أعظم إنتصار ممكن أن تُحققه لقلبك
اختصارها عبارة : “زِن عاطفتك تُوهب لك الحياة”
لا يوجد حُب كامل إلا و تعتليه سلبيات ومنها :
-التعلق المفرط
-تشتت الفِكر
-ضياع الأولويات المهمة
-الثقة العمياء
-فقدان الذات مع المحبُوب
-عدم القدرة على إتخاذ القرارات
و غيرُها الكثير ،
ولكن كل نقطة بإمكاننا أن نوظفها بالشكل الصحيح
فـ تُصبح إيجابية !
كالحد من التعلق و وضع الحواجز و الاكتفاء الذاتي والعاطفي
كثير مِنَّا يفتقد الاكتفاء الذاتي :
فـ يشعر أنه لا يوجد من يُفرغ له المشاعر و الأحاسيس
و يُلقي نفسه في أي علاقة فقط “لِـ سد فراغه العاطفي”
نفسك ثم نفسك ثم نفسك هي أولى بالحُب و الحنان
لا تبحث عنه في قلوب الآخرين و تنسى قلبك
اشبع ذاتك عاطفة
لِـ يُصبح لديك “اكتفاء ذاتي و عاطفي”
همسة لقلبك :
أنت لست محدودًا بعلاقة واحدة أو شخص ، الحياة أوسع من أن تتمسك بشيء ظنًا منك أنه لا يتكرر
إياك و الإعتقاد بأنك لا تستطيع إكمال حياتك بدون شخصًا ما حتى وإن وصل لعُمق قلبك
“تمسك بزمام عقلك و قلبك”
كل شخص لديه لافتة غير مرئيّة مكتوب عليها ؛
“إيماني أكبر من مخاوفي
و قلبي إذ لم يُهمك فأنه يُهمني”
لا تنس أبدًا هذه الرسالة..