قبل أن يمزقوا جسده الذي أوهنه المرض والفقد بأربع رصاصات في جنبه الأيمن، تسبب الحوثيون في استشهاد ثلاثة من أبنائه، ثم أخيه وابن أخيه.
مبارك مشطر .. واحد من آلاف اليمنيين الذين اكتووا بنار الحوثيين والصفويين الذين أفقدوه فلذات كبده، ولَم يرحموا ضعفه وهوانه، إذ مزقوا جسده برصاص البغي، قبل أن ينقل إلى مستشفيات المملكة التي ضمدت فيها جراحه.
آثار الرصاص لا تزال بادية على جسد مبارك، رغم محاولته إخفائها، وستظل باقية معه طيلة حياته، وكأنها جاءت لتمثل شاهدا حيا على أيام بغي الحوثيين في اليمن، والذين لم يتركوا بيتا من أقارب مشطر إلا وقد واجه عدوانهم بشهيد أو جريح.
بالرغم من جراحه الكبيرة، سواء في جسده أو في أبنائه، إلا أن ستة من حفيداته التي فقدن آباءهن دائما ما يكسرن قواه، ويضعفن عزيمته عندما يراهن يبكين على آبائهن الذين لم يكن ألم فقدهم على تلك الحفيدات فحسب.
ذكريات مؤلمة يرويها مبارك بابتسامة الرضا، والاستسلام للقدر، مؤكدا أن استضافة خادم الحرمين الشريفين في موسم الحج جاءت لتمسح الذنوب، وكذلك الذكريات المؤلمة التي رسختها أيام الحرب والعدوان الصفوي في أفئدة اليمنيين الشرفاء.
يقول مبارك: إن هذه الأحداث لم تكن قصة بيت أو بيتين في اليمن وحسب، بل في كل بيت قصة وألم، بالإضافة إلى جراح عمقتها نار الظلم المؤججة بمدافع الصفويين الذين يسعون لتغيير هويتنا وعقيدتنا التي فطرنا الله عليها.