إنتهت مباراة هولندا مع ألمانيا، بفوز المنتخب الهولندي بنتيجة (3-0)، في المباراة التي جرت بينهما على ملعب يوهان كرويف، ضمن مباريات الجولة الثانية، بالمجموعة الأولى من المستوى الأول، في بطولة دوري الأمم الأوروبية.
جاءت المباراة جيدة المستوى، حفلت بالندية والجهد البدني، وعلى صعيد الرسم التكتيكي للفريقين، فقد اتبع المنتخبان طريقة لعب واحدة وهي (4-3-3)، وإن كان الضيوف تحولوا في الشوط الثان إلى نهج طريقة لعب مغايرة هي (4-2-3-1).
بالشوط الأول سيطر الألمان –شكليًا- على مجريات الشوط، مع خطورة في هجمات عديدة، لكن خطورة هولندا كانت متمثلة في سرعات أشبه باللدغات خاصة من جانب الجناحين، بالشوط الثاني اندفع الألمان للأمام بغية تعديل النتيجة، وهو ما منح هولندا فرصة ذهبية للعبث بدفاعات المانشافت، بفضل الهجمات المرتدة السريعة، والتي استغلوها بشكل مثالي.
– المنتخبان في مرحلة إحلال وتجديد، هو أمر واضح، لكن كيفية القيام بهذه الحالة الإنتقالية بشكل صحيح، هو ما صنع الفارق بين المنتخبين اليوم.
– الألمان ما زالوا في حالة “التيبس” الفكري، الذي كانوا عليه في المونديال، كما عانوا بشكل فاضح من ثقل وبطء ثنائي قلب الدفاع الألماني، هوميلس وبواتينج، وضعف الظهيرين على الصعيدين الهجومي والدفاعي، خاصة جينتر، وتيه أدوار لاعبو خط الوسط.
– وكان من الغريب مشاهدة الاصرار الألماني على إستمرار فكرة اختراق الدفاعات الهولندية من العمق، في ظل يقظة وأطوال الثنائي فيرجيل ودي ليخيت، فقد كان خيارا سيئا وسلبي للغاية، وينم عن فقر وضحالة تكتيكية واضحة.
– الأمر الأكثر دهشة هو حالة الغيبوبة الفنية للفريق ومدربه، في الانسياق خلف حيلة هولندا الواضحة، في اللعب في المنطقة بين خطيّ الوسط والدفاع، بفضل المرتدات الذكية.
– بينما هولندا استغلت ببراعة سلاحها الأمضى، وهو السرعات للثلاثي الهجومي، سواء في الهجمات المعاكسة، أو في الضغط على دفاعات الماكينات الألمانية.
– ما يحزن المتابع للمباراة هو حالة التشرذم وعدم التنظيم في أرض الملعب، وهي حالة فريدة بل نادرة أن نجدها تحدث في المنتخب الألماني، وكذلك أمر غياب إرادة الفوز، وهي التي كانت أحد أهم أسلحة الألمان طوال تاريخهم.
• نقطة أخيرة.. في آخر عامين شاهدنا تواصل مشاركة موللر كأساسي في كل مباريات الماكينات الألمانية، وكأن عدم مشاركته أمر مشين، والغريب أن مردوده باهت بشكل جليّ، ويكاد لا يقدم أي إضافة فنية للفريق الألماني، وكان من المتوقع بعد الإخفاق المونديالي، أن يتم اقصاءه ومنح لاعبين آخرين فرصا للظهور وتجربتهم.
أفضل لاعب : مناصفة بين.. سيلسين، بابيل، ديباي.
أسوأ لاعب : مناصفة بين..توماس موللر، إيمري شان.
التقييم الفني لقرارات المدربان بالمباراة..
– كويمان : نجح بجدارة في ضرب الألمان في مقتل، مع استغلال ميزة واحدة يمتلكها فريقه، وهي السرعات، مع قلة خبرات معظم لاعبيه، كان يبدو قبل المباراة أن التعادل كان سيكون أملا له، لكن تنظيمه وثقته في لاعبيه، انعكست عليهم في تحقيق الفوز المستحق.
– لوف : من أبسط بديهيات التدريب هو أن يكتشف المدرب نقاط قوة منافسك، وضعف فريقك، لمحاولة درأ خطر الهزيمة عن فريقه، لكن ما فعله لوف اليوم، هو انتحار كروي للمانشافت، بالخروج للهجوم مع تواجد دفاعات بطيئة، وسرعات للمنافس، وتكرار الأمر وسط تواجده بلا حراك، لوف أفقد منتخب بلاده كل ميزة هجومية أو دفاعية، فكانت ألمانيا اليوم شبح الماكينات، والتي أصابها العطب بفعل قائدها.. بل أنه خرب الماكينات بفكره الضيق.