فاطمة الأحمد
لطالما كانت فكرة الفشل فكرة بحد ذاتها تقوم على الرعب والتقوقع لأنه لا أحد يريد أن يوصف بالفاشل . ودائماً فإن صفة الناجح هي من الخيالات الجميلة التي تشكل لدينا أول صورة ذهنية محاطة بهالة من اللمعان .
ونتيجة لوصف الفاشل بالفشل فإنه يفقد الأمل تماماً ويرى نفسه في هذه الصورة فقط وكل ما يفعله هو الهرب الدائم من مشكلاته, لأنه يعلم أنه لا يمكنه القيام بأي تقدم أو لا يقوى على المواجهات!
هذه الفكرة أيضاً هي التي تجعلنا لا نرى حقائقنا ولا نتطلع إلى مكنوناتنا الداخلية لأن الفشل جعلنا نشعر بالاختلاف عن البقية ومعنى الاختلاف هنا هو ( الأداء ) الذي برع فيه البقية لأسباب ما..
وهذا الاختلاف نظنه دائماً هو من تسبب في فشلنا أو واحداً من مسبباته.
بينما الاختلاف هو ميزة جيدة وجديرة بأن تتوقف عندها لأنها واحدة من سمات نجاحاتنا الباهرة.
فاختلافك هو الذي يجعل انجازك متفرداً ومميزاً وأثيراً ..فكر قليلاً فقط.
عندما لا ننجح في مواجهة طارئ ما أثناء عملنا،هذا يجعلنا غير مدركين حقيقة قصور الكفاءة لدينا , وبدلاً من العمل على تطوير هذا القصور ببعض المعرفة والاطلاع على وسائل مُعيْنة أخرى نركن إلى الاستسلام مباشرة والهرب.
هذه ليست سوى عثرات بسيطة يمكننا أن نطلق عليها مسمى تحديات , أما عندما لا نقوم بمجرد المحاولة فنحن أخفقنا حقيقة !
وتعد المحاولات فُرَص ثمينة تحدد قواك ومقدرتك على تحليل تعاملك وصمودك وتفصيل ما تعثرت به من عقبات.
نتوصل إلى أن الفشل هو شيء لازم للحياة الطبيعية لأنه وسيلة أكيدة تقود للنجاح عندما نعكف على دراسة طريقتنا وتحدياتنا.
عليك أيضاً أن تعلم أن هذا الفشل يشبه جانبيّ المنحدر المليء بالحواف المسنونة نحو القمة،
أو عدد درجات السلم الخشبي الشبه متماسكة نحو الأعلى , وكل ما عليك وأنت تواصل المسير أن تتعلم من كل عثرة لخطوتك كيف توثق التالية وتسْتصلح موضعها لتتفادى ما حصل في المرة السابقة.
بعد الآن عليك أن تعقد عهداً جديداً مع تحدياتك القادمة .. إنها تحديات وليست فشل وأنت تستطيع.