آلاء بادحيدوح
وكل ريح تهبُّ تزعزع مابقى بي من صمود، توقظ ذكرى كل صفحةٍ انطوت ويسكنني الحنين ؛ ذلك الحنين إلى اللاشيء أو إلى الشيء الذي لا أعلمه ولكنّي أعيشه ويتوسدني
أقف على أطراف أقدامي أتشبث بنافذة الذكريات أُطل على قديمِ الأحلام أقلّب دفاتر الذكريات وابتلع مرارة غصة حنين قيّدت روحي حتى تملّكتها
فأني لم أعد أشعر إلا بالحنين ، ولم أعد أتذكر إلا الحنين و لا يُعنيني إلا هذا الضعف الذي يحتويني ؛ وما هو إلا “حنين”
حنين إلى شيء مضى إلا أني أعود له كلما مضيت في عمري
حنين إلى شيء كان وجهتي في ضياعي وكان مسكني في غربتي بل كان مأمني في عز احتياجي
حنين إلى الإنتماء حيث تسكن روحي و تهدأ نفسي
حنين يجعلني ألوم الزمن ألا ليته لم يمضى
حنين يجعلني أقسى على حاضري و أجفاه
حنين يفقدني لذة يومي و يعيدني إليّ حيث كنتُ هناك
حنين يعيدني حيث كنتُ مجردة من الأخطاء بريئة من الهفوات
حنين مازال يشعل قلبي كلما حلّ نسيم ذكرى ذاك الزمان
حنين قيّدني في فجوة لذتهِ فلم أعد أرضى بالحاضر ولا لي بالمستقبل رغبه.
حنين يخبرني كل صباح و يهمس لي كل ليلة أنتِ تلك الفتاة حيثُ كنتِ ، وما أنتِ عليه الآن ليس إلا عصارة ألم و كومة جروح و حفنة خذلان تشكلت لتكوني ما أنتِ عليه. لذا لا يسكنك إلا الحنين و لا يعنيك إلا الماضي و لستِ إلا تلك الفتاة.
التعليقات 2
2 pings
Samira
15/12/2018 في 3:54 ص[3] رابط التعليق
تحياتي لحرفك الأنيق
أسعدتني حروفك حتى أختصرت فيها جميع الأعياد في عيد واحد فصوت قلمك عيدي🌹
مبدعة أنتِ و بارعة في عزف الكلمات لحناً، فيشجي القرّاء نغمك حتى نطرب 🎼
دانة المغامسي
20/12/2018 في 1:35 ص[3] رابط التعليق
من لم يقرأ عن الحنين ف ليقرأ عنه اليوم
من لم يفهم معنى الحنين ف ليستدرك اليوم مافاته
من لم يستشعر عمق الحنين ف ليبكي حد الإنهيار لكل حرف يقرأه الآن
مقال رائع
شكراً للكاتبة