صعدة عنوان لمأساة تطال الحياة والإنسان
منذ الأيام الأولى لظهور المليشيات الحوثية إلى اليوم وشلال الدم ينزف في صعدة والمواطنون يعيشون واقعاً مخيفاً: اعتقالات، اغتيالات، تصفيات، تفجير للمنازل،نهب للممتلكات، تشريد للسكان، قمع للحريات،تكميم للأفواه، مصادرة للحقوق ولكل مقومات الحياة الكريمة.
ليس في صعدة قرية ولا عزلة ولا مدينة ولا أسرة إلا وفقدت أباً أو ابناً قتلته مليشيات الموت الحوثية.
صعدة تلك الأرض الطيبة والتي منذ ظهور المليشيات لم تعد طيبة بل استوطنها الحزن وعم في أرجائها ونواحيها الألم بسبب ممارسات وظلم وتعسف المليشيات الحوثية التي تعبث بأرواح المواطنين هناك معتقلات سرية تحت الأرض تمتلئ بالمئات من شباب صعدة والبعض منهم في المعتقلات منذ سنوات ولا أحد يعلم شيئا عن مصيرهم.
يعيش أبناء صعدة أوضاعاً مأساوية غاية في الصعوبة بسبب تسلط وهمجية هذه المليشيات ومع ذلك تم تغييب صعدة عن العالم فلا أحد يشعر أو يدرك حجم المعاناة التي يعانيها المواطنون في صعدة الذين تسفك دماءهم وتصادر أملاكهم بدون ذنب وبدون رادع من ضمير أو وازع من دين.
تمارس مليشيات الموت الحوثية أفضع وأشنع أساليب التعذيب الممنهج بحق المواطنين الذين لا ينقادون ولا ينصاعون لتوجيهات المليشيات التي تتعمد إذلال وإخضاع الناس والتدخل في كل شؤونهم حتى أن المواطن في صعدة لا يستطيع تزويج ابنه أو ابنته إلا عن طريق أفراد وعناصر هذه المليشيا وفي حالات عدة قامت مليشيات الحوثي بخطف الكثير من النساء في صعدة في ظاهرة تجاوزت كل الأخلاق والعادات والأعراف والشيم والقيم ناهيك عن الإتاوات التي تفرضها المليشيات على المواطنين، وجباية أموالهم بطرق عديدة وتحت مسميات إلهية لا يرون الخارج عنها إلا كافرا مباح الدم والمال والعرض.
كثيراً من المواطنين قامت المليشيات بتفجير منازلهم وتدمير مزارعهم ونهب ممتلكاتهم ومواطنين أخرين قامت المليشيات باحتلال منازلهم وتحويلها إلى ثكنات ومقرات ومساكن لعناصرها، وكثيراً من الأطفال قامت المليشيات باستقطابهم بالقوة والزج بهم في معاركها وحروبها الطائشة والعدوانية.
في صعدة تمارس مليشيات الحوثي جرائم يندى لها جبين الإنسانية ولم يشهد لها التاريخ مثيلا ولا يتسع المجال لذكرها ولعل آخر هذه الأعمال الإجرامية قيام المليشيات بتفجير أحد السجون وبداخله حوالي عشرين مختطفا من شباب صعدة قامت المليشيا باختطافهم وقتلهم بهذه الطريقة الوحشية التي لا يشابهها إلا بعض جرائم تنظيم داعش الإرهابي .
ورغم ذلك فإن شباب صعدة لا بواكي لهم ولا تحرك دماءهم أدنى مشاعر الإنسانية في قلوب الساسة وأصحاب القرار لينظروا بعين المسئولية تجاه المواطنين في صعدة والسعي لتخليصهم من تسلط واستبداد هذه المليشيات الإجرامية
ولكن ثقتنا بالله تعالى قوية، أن يأتي يوم الله المشهود للانتصار لكرامتنا، ورفع الظلم عن أهلنا في صعدة .
ورسالتنا للمليشيات الحوثية أنكم مهما فعلتم ومهما قتلتم فلن يزيدنا ذلك إلا ثباتاً وإصراراً وعزماً وقوة وإرادة لتحرير صعدة وإيقاف مسلسل العنف والقتل والانتقام ورفع الظلم ووضع حد للإجرام الحوثي .
مؤكدين بأن صمتنا لن يطول وغيابنا لن يستمر وإن غداً لناظرة قريب، وسوف يكون يوم الفصل بيننا وبينكم وسوف يأتيكم الرجال الأفذاذ وراياتهم في سماء المجد ترفرف خفاقة في أياد لا تنثني وأقدام لا تتزحزح،
غاياتهم كلها شموخ ورفعة يحملون مشروع الحق ودحر الباطل، وسنصنع الفجر وندحر الظلام ونزلزل الأرض من تحت أقدامكم ونجتث باطلكم ونخلص الأرض والإنسان من شروركم ونقتص لدماء أبنائنا وأهلنا ونسحق عرشكم ونهدم السجون والمعتقلات التي تعذبون المواطنين فيها وسنجعل من تلك القيود التي وضعتموها على أعناق أهلنا سيوفاً نحصد بها رؤوسكم وسنجعل من أنين المظلومين والمضطهدين لحناً يعزف أنشودة المجد وموال الحرية على إيقاع بنادق وقنابل الأحرار وصيحات الرجال المناظلين في ساح الوغى وإن غداً لناظره قريب.
بقلم الشيخ يحي بن محمد بن مقيت
شيخ شمل قبائل خولان بن عامر
رئيس التحالف القبلي لأبناء صعدة