بدأ ماسيمليانو أليجري بخطة لعب 4-3-3، من خلال تواجد سبينازولا، بونوتشي، كيلليني، وكانسيلو في الخلف أمام الحارس تشيزني. بينما بالمنتصف تواجد بيانيتش أسفل دائرة المنتصف، وعلى مقربة منه كلاً من إيمري كان وماتويدي. وفي الهجوم لا خلاف على الثنائي ماندزوكيتش ورونالدو رفقة بيرنارديسكي مكان ديبالا الذي جلس على الدكة.
أما الشولو سيميوني فحافظ على رسمه المعتاد 4-4-2، مع خوانفران، جودين، خيمينيز، وأرياس بالخلف أمام أوبلاك في حراسة المرمى. وفي الوسط رودري وساؤول نيجويز كثنائي محوري، وعلى الأطراف كلاً من توماس ليمار وكوكي. بينما بالهجوم بدأ الثنائي جريزمان وموراتا في ظل غياب دييجو كوستا للإيقاف.
قرر سيميوني الدفاع فقط ولا شيء آخر، بتواجد عدد كبير من اللاعبين في نصف ملعبه من دون الكرة. صحيح أن هذا السيناريو متوقعاً وبشدة لكن المشكلة أن أتليتكو لم يكن لديه أي خطة عندما يحصل على الكرة، لذلك إتجه لاعبوه إلى التشتيت دون فائدة رغم أن فريق اليوفي ترك مساحات كبيرة بالخلف دون استغلال من خصمه الإسباني.
دفاع أتليتكو من دون فيليبي لويس، توماس بارتي، لوكاس هيرنانديز، وحتى دييجو كوستا المميز في مثل هذه المباريات المشتعلة، لذلك فإن أسماء مثل توماس ليمار، رودري، موراتا، وحتى أرياس، يمكن القول أنها مميزة في خطة هجومية لكن عندما يطلب منهم الدفاع فقط فإن الأمور سارت على النقيض، وهذا ما جعل العيوب واضحة وصريحة في خطة المدرب الأرجنتيني.
لعب أليجري بإستراتيجية واضحة، ألا وهي فتح الملعب عرضياً بظهيرين على الخط، مع لعب العرضيات باستمرار داخل منطقة الجزاء. ومن أجل ذلك عاد إيمري كان خطوات للخلف على اليمين وبالمثل بيانيتش على اليسار، في سبيل صعود الظهيرين كانسيلو وسبينازولا يميناً ويساراً، مع السماح لبيرنارديسكي بالتحول إلى العمق كصانع لعب إضافي، ودخول رونالدو إلى الصندوق كمهاجم إضافي.
سجل يوفنتوس الهدف الأول والثاني بطريقة مشابهة، كرة عرضية من بيرنانديسكي أسفل الأطراف ثم أخرى من كانسيلو على اليمين، وفي الحالتين يصعد رونالدو فوق الجميع ويسجل رأسية رائعة في المرمى، لذلك يمكن القول بأن فكرة أليجري نجحت بامتياز، مقابل استمرار نفس المشاكل التي يواجهها أتليتكو في مثل هذه المواقف، بإجبار خط وسطه على الدخول إلى العمق من أجل مساندة الارتكاز والدفاع، ليتم فتح الثغرة على الطرفين خلف وأمام الأظهرة.
يحسب لليوفي في هذه المباراة طريقة طلبه للكرة سريعاً، من خلال الضغط العالي الذي طبقه لاعبوه بمجرد قطع الكرة منهم، ليتم تحديد موراتا، ليمار، وساؤول بالأخص من أجل قطع الهجمة سريعاً وتنفيذ المرتدة العكسية الخاطفة. لقد فعلوها في كرة الهدف الأول تحديداً بعد الضغط على موراتا وإجباره على لعب تمريرة خاطئة للخلف.
فعل أليجري ما يحلو له في الشوط الثاني بعد رؤية خصمه لا يحاول أبداً، ليسحب الظهير الأيسر سبينازولا ويدخل ديبالا، مع تحول كانسيلو إلى اليسار وإيمري كان على اليمين، واللعب بخطة قريبة من 4-2-4 بتمركز رونالدو في الهجوم على مقربة من ماندزوكيتش ثم كين، مع صناعة اللعب من الخلف عن طريق بيرنارديسكي وديبالا.
هي مباراة كبيرة لكل لاعبي يوفنتوس بلا استثناء، كانسيلو على الطرفين، كيلليني في التغطية والافتكاك، بيانيتش في تنظيم اللعب، إيمري كان في التغطية خلف الأطراف، وبالطبع يستحق ماسيمليانو أليجري كل التحية بعد مباراة تكتيكية كبيرة ليمسح تماماً الصورة السيئة التي ظهر بها في الذهاب بإسبانيا.
رونالدو اللاعب الأكثر حسماً في السنوت الأخيرة بالشامبيونزليج من جديد، من خلال تسجيله ثلاثة أهداف مهمة. هدف على القائم البعيد بتحرك ذكي، وهدف آخر مع ارتقاء مهاجم حقيقي داخل الصندوق، وضربة جزاء بكل ثقة وبرود في الوقت القاتل. اللاعب الآخر الذي يستحق الذكر هو بيرناديسكي، مفاجأة أليجري السعيدة على حساب ديبالا في التشكيلة الأساسية.
بيرنارديسكي جناح على اليمين، نصف لاعب وسط ونصف لاعب طرف، وبالطبع صانع لعب حقيقي في كل مكان بالثلث الأخير، ليستغل جيداً نقطة ضعف أتليتكو على اليسار من خلال تواجد الثنائي خوانفران وليمار، ثم يتحول خلف ساؤول ورودري ويفعل ما يريد بالقرب من ثنائي هجوم يوفنتوس، ليستحق أن يتواجد رفقة كريستيانو في قائمة الأفضل لهذه المباراة المثالية للسيدة العجوز.