أبرار الجبر
إن الله سبحانه و تعالى عندما خلق الرجل والمرأة جبلهما على حب الاستقرار، والسكنى، والمعاشرة بالمعروف و هذه فطرة الله في خلقه؛ ولكن هذا الاستقرار و الرغبة في تكوين الأسرة لا تتم إلا بالزواج الشرعي، فالزواج الشرعي له مقدمات و شروط لصحته واكتماله؛ و من أهمها تقدم الخاطب الكفء لخطبة المرأة، و إعلان رغبته بالارتباط بها، إلا أننا نرى في الآونة الأخيرة ظهور ظاهرة خطيرة و هي (العضل) والمقصود بها: منع ولي المرأة من أن تتزوج بالكفء من الرجل التي رغبت به و رغب بها، من باب التضييق عليها، و العضل حكمه محرم لقول الله تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232) سورة البقرة، وقد يستغرب البعض من إقدام الأب أو ولي من هي تحت ولايته على ذلك! و لكن ضعف الوازع الديني، و ما يستتبعه من اتباع للشهوات والأهواء على ما فطر عليه الإنسان من أخلاق قد تدفعه إلى ذلك؛ و هذه الظاهرة أصبحت في تزايد كبير ، و يرجع ذلك لأسباب عدة منها: ما يرجع إلى استغلال الأهل لابنتهم إذا كانت تعمل لأخذ مرتبها الشهري، معتقدين بأن الخاطب يطمع بما لديها !
وبعض الآباء و الأولياء يطلب من الخاطب مهراً مبالغاً فيه ظناً منه أن المهر دليل على مكانة ابنته، و البعض يرفض تزويج ابنته لأنه يرى أن الخاطب ليس من مركزهم الاجتماعي، ومنهم من يمنع المرأة الأرملة أو المطلقة من الزواج مرة أخرى خوفاً من حديث الناس، وجميعها أسباب لا تبرر منع الآباء والأولياء من تزويج المرأة أو من كانت تحت ولايته، و هذه الظاهرة لها آثار سلبية من أهمها: تأخر زواج المرأة، كذلك فتح باب للفاحشة، والرذيلة.
ولعلاج هذه الظاهرة لابد من الالتزام بأمر الله و نهيه، كذلك انتقال الولاية من الولي الأقرب إلى الأبعد، أو إلى القاضي؛ فالقاضي ولي لمن لا ولي له، فعلى الولي أن يسعى إلى سعادة ابنته و أن يسعى إلى تزويجها من الرجل الكفء، و المناسب لها و لا يحرمها حق من حقوقها فهذه سنة الله، يجب الالتزام بها و العمل بمقتضاها.
أبرار محمد الجبر طالبة بكلية الحقوق
جامعة الملك فيصل