رغد آل فالح
البدايات لا تُنسى ابدًا كبداية المسيرة التعليمية
تلك اللحظة التي قيل لكِ فيها :
“أنتِ أولى ابتدائي “
التي أمسكت والدتك بيدك
كانت أجواءًا يعتريها
بكاء هذه وخوف هذه ورهبة هذه وأمهات يملأن صروح العلم
ويخطينا مع بناتهن خطواتهن الأولى
وتمضي الأيام إلى أن تُصبح تلك التي كانت بالأمس
في بداية المشوار اليوم وصلت آخره وخِتامه
اليوم أعلنت بكل فخر و قالت : “أنا خريجة”
ارتدينا قبعة الفرح
قبعة الفخر
قبعة الإنجاز
دخلنا من ذلك الباب الذي كُنا ندخل منه صباحًا ونعود منه مساءًا
لمدة ثلاث سنوات
ولكن هذه المره كان ذلك الباب مُختلفًا ،
قلبًا تتسارع نبضاته خوفًا وفرحًا وشعورًا لا تستطيع
أن تصفه ثمان وعشرون حرفًا
فتحتُ الباب ودخلت استقبلتني ابتسامات الفخر ابتسامات السعادة
وصوتًا يُنادي :
“ثالث ترتبوا الآن المسيرة “
بدأت لحظة المسيرة
وبدأ معها شعور التوتر والفرح
بدأنا ،،،
خطوة خطوة بين ضحكات الصديقات
ومعلمات تعالت أصواتهن بالتبريكات والزغاريد
بدأت فرحة عمر ، فرحة فرح ، فرحة شعور ما ينوصف
(نؤمن إن اللحظات الجميلة تذهب بغمضة عين )
لم نشعر بالوقت من شدة جماله وكأنه دقيقة مضت سريعًا
وبعد ذلك خرجنا من ذلك الباب
بدموع ودعنا بهن حبيبات القلب وزهرات روحنا
كل واحدة خرجت وهي تحمل في قلبها حلمًا انفتحت له الأبواب
لكي يبدأ يتحقق ويسطع في حياتها
اختلفت أحلامنا ولكن اجتمعت فرحتُنا
لا أعلم هل سنجتمع مرة أُخرى ؟
أم ستسلُك كل واحدة طريقها
ولكن ما اعلمه حقًّا أن قلوبنا ستبقى بالحب داعية راجية باغية
اتعلموا ؛
إننا كُنا نبحث عن نظيرنا الروحي
و وجدنا معلمات بـ تفاصيلهن الصغيرة يشبهوننا
أرواحهن فوق الغمام تعلو وتبتهج وتقول بصوت عالي :
إننا نصنع أجيالاً عظيمة
إننا نُشكل بإبداعهن شيئًا وضاءًا
لحظه لحظه !
هل سبق أن رُميَتْ عليك فرحة في وقتٍ ما
وكانت قويةً كافية لأن تجعلك تُحلق فوق غيوم السعادة
تكون حدثًا كبيرًا في حياتك وتصنع الجمال في أيامه
“اليوم هكذا فعلوا بِنَا معلماتنا “
اليوم خُطانا مُكلل بالورد الطائفي
اليوم عقود الفرح احتوت أفئدتنا
اليوم أودعنا الرحمن قلوب حبيبات الروح “معلماتنا “
اليوم استجمعنا دموع الفرح والحزن في آن واحد
اليوم خفق القلب لوداع ألماسات العِلم
اليوم ١٤٤٠/٨/٦هـ سيكون منقوشًا في تلك الذاكرة
“فرحة عُمر أُنجزت اليوم” فـ لله الحمد عنان السماء ..