يواصل فريق فكر للقراءة أنشطته ضمن الموسم الثالث وذلك بالتعاون مع البرنامج الثقافي بجمعية الثقافة والفنون والأحساء حيث أقام الفريق أمسية ( مزاد ) متخذا من عنوان رواية أفونسو كروش ( هيا نشتري شاعرا ) عنوانا محفزا لمناقشة ( تسليع الفن ) وأدار الحوار المهندس عمر البدران حيث انطلق من قضية تأملية وهي حين نكون لوحات إعلانية لشركات كبرى ندفع من أجلها المال لنسوق شعاراتها بأنفسنا ، واصلا في حديثه إلى ما يريد بنقل الفن إلى ( تسليع ) فيكون ( التسليع فن ) .
وقد تناقش جمهور فكر في قضية تسليع الفن متجاذبين قضايا عدة وهي الحياة الكريمة التي لا بد أن تضمنها الجهات الثقافية والفنية للفنان مشيرة المقدمة زهراء الفرج لضرورة ذلك ضمانا لمواصلة الفنان لفنه دون أن ينشغل بقوة يومه ، وأشار المخرج المسرحي لضرورة ممارسة الناقد لدوره لضمان المحافظة على قيمة الفن دون أن ينساق لما يطلبه الجمهور فينحدر حينها .
بينما أشار المصور الفوتوغرافي علي الأحمد إلى مقومات تقييم الأعمال الفنية دون النظر لسعر الأدوات بقدر ما تكبده المبدع للوصول إلى هذه المرحلة ، وختم البدران بقصة جبران خليل جبران التي تلخص مفهوم القبح والجمال في الفن وإن ارتدى أحدهما حيث يقول جبران :
(تلاقى الجمال والقبح ذات يوم على شاطئ البحر، فقال كل منهما للآخر هل لك أن تسبح؟
ثم خلعا ملابسهما، وخاضا العباب.
وبعد برهة عاد القبح إلى الشاطئ وارتدى ثياب الجمال، ومضى في سبيله.
وجاء الجمال أيضاً من البحر، ولم يجد لباسه ، وخجل كل الخجل أن يكون عارياً، ولذلك لبس رداء القبح، ومضى في سبيله.
ومنذ ذلك اليوم والرجال والنساء يخطئون كلما تلاقوا في معرفة بعضهم البعض.
غير أن هناك نفراً ممن يتفرسون في وجه الجمال ويعرفونه رغم ثيابه وثمة نفر يعرفون وجه القبح والثوب الذي يلبسه لا يخفيه عن أعينهم )
وفي الختام تقدمت الأستاذة فاطمة العلي قائدة فريق فكر بالشكر الجزيل للحضور على نقاشهم الثري ودعت الأستاذ علي الغوينم مدير جمعية الثقافة والفنون بالاحساء ومدير البرنامج الثقافي الدكتور محمد البشير لتسليم درع فريق فكر التذكاري للبدران.