للكاتب / جابر ملقوط المالكي :
عرفتهما كالجبلين يحويان الحجر والمدر والشجر، ويبديان الجمال أخلاقا، ويسيلان بالجود والتقدير إطلاقا، إنهما:
جابر بن حسن فرحان المالكي، وأخوه من أمه محمد بن سلمان يحيى المالكي، ولهما إخوة لا يقلون عنهما بحال، ولا بنقصون في موازين الرجال، ولكني سأتجاوزهم مع عذري واصفا ما رأيت وسمعت:
فطوال العشر سنوات الأخيرة، حل معهما الألم، وتفنن في النيل منهما السقم ، فمن أبنائهما من أصيب فداء للدين والمليك والوطن، وتطلب العلاج السفر والدمع والدعاء ، ومنهم من داهمه المرض الخبيث فلازم الغربة والفراش، وفي كل الأحوال ألقاهما باسمين شاكرين حامدين ، وأجاورهما راكعين ساجدين ، لتأتي المصائب على قدر ما حواه قلباهما من إيمان عميق وحبل توحيد وثيق:
فجابر يكابد المرض بإيمانه ويقينه هناك في ألمانيا، ومحمد يقسم روحه بين أب يئن وأم طريحة العناية المركزة منذ أشهر ، وفيماهما راضيين محتسبين هاهو القدر يختطف من بين أيديهما أماً سبحا في حضنها وابتسما في مهدها واقتسما اللقمة من يدها لنجدهما راسيين كالعيد باسمين راضيين “فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط”.
إخوان الصبر: لا أجد غير دمعة أواسيكما بها ودعوة ألهج إلى الله ضارعا أرددها:
رفع الله عنكم الضر ، وغفر لفقيدتكما ورحمها رحمة الأبرار وجزاها عن صبرها جنة الخلد وأحسن العزاء لكما ولكل أخ ضمه نسبكما وحسبكما الرفيع وألهمكم جميعا الصبر والسلوان ، وجمعنا بكم في رضاه ورحمته دنيا وآخرة .
” إنا لله وإنا إليه راجعون”.