هناء الجهني
تعرَّض الإسلام، ولا يزال، لحملات عدائية شتى، منها موقفه من المرأة، ولا سيما من ناحية عقلها، بالإضافة إلى عددً لابأس به من بعض الناس جهلوا معنى حديث للرسول صلى الله علية وسلم وأستخدم في مناطق خطأ .
أنتشر بين عامّة الناس قول أن النساءَ ناقصات عقلٍ ودين، وهي تُطلقُ، في غالبِ الأحيانِ، على من أقدمت من النساءِ على فعل أمر خاطئ، أو للتقليل من شأن المرأة والاستهزاء بها والسُخرية منها، واحتجّوا بقولهم هذا أنّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- قد ذكر ذلك في حديثٍ واردٍ عنه في كتبِ الحديث العديدة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن، وتَكْفُرْنَ العشير، وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن، قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال : أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين » فيقفون عند هذه الجملة من الحديث ولا يكملون الحديث إلى نهايته ( ناقصات العقل والدين ) ولو أنهم أكملوه لاتضح لهم المعنى واستقام لهم الفهم .
نقصان العقل: أي أنّ المرأة كثيراً ما يُصيبها النّسيان، ويصعب عليها تذكّر بعضاً من الأمورِ التي تمرّ بها في حياتِها لأسباب عديدة ، ولذلك تحتاج المرأة إلى من يُذكرها ما مرّ بها سابقاً، وما فاتها تذكره من أحداث، ولذلك كانت شهادة امرأتين تُعادل شهادة رجل واحد؛ ذلك أنّ المرأة الأولى تُذكِّر الثانية، فالمرأة معروفٌ عنها بقلةِ ضبطها وعاطفتها ، وهذا هو المقصود من قول رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- بنقصان العقل.
نقصان الدين: قصد رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- بنقصان الدين أنّ المرأة تمكث الأيام والليالي دون صلاة أو صوم ؛ لأسباب تصيبُ المرأةَ، فيفوتها أجرُ هذه الأيام وثوابها، في الوقت الذي يُكثرُ فيه الرجل من العبادة في هذه الأيام، فهي مُقارنةً مع الرجل تنقص عنه في الأجر.
فلماذا نسخر من عقل ودين المرأه التي هي أمك وأختك وأبنتك ، لماذا تحتقر من شأن المرأة ، رغم أن هذا الحديث من رسولنا الحبيب تعزيزاً لها وإكراماً لها ورحمةً بها.