أراد ليفربول الحفاظ على سسلسلة الانتصارات التي بدأها هذا الموسم، بينما حاول ليستر سيتي إيقاف قطار كلوب السريع، في مواجهة تكتيكية من العيار الثقيل بين المدرب الألماني ونظيره براندن رودجرز، الذي سبق له قيادة الليفر في وقت سابق، ليعود منذ فترة إلى إنجلترا ويعيد ليستر إلى المسار الصحيح هذا الموسم.
راهن يورجن كلوب على رسم 4-3-3 كعادته، مع الرباعي لوفرين، فان دايك، أرنولد، وروبرتسون أمام الحارس أدريان. وفي الوسط كلاً من فابينيو، ميلنر، وفينالدوم. ولا خلاف بالهجوم على الثلاثي صلاح، ماني، وفيرمينو.
رودجرز في المقابل بدأ بخطة لعب 4-1-4-1، مع بيريرا، إيفانز، سويونكو، وتشيلويل بالخلف أمام شمايكل في الحراسة. وفي الوسط نديدي أسفل دائرة الارتكاز، خلف الرباعي ماديسون، تليمانس، برايت، وبارنيس. وفي الهجوم جيمي فاردي كرأس حربة صريح.
بدأت المباراة بضغط قوي وصريح من جانب ليفربول، بحثاً عن هدف التقدم سريعأً، لذلك أعطى كلوب أوامره الصريحة لثنائي الأظهرة أرنولد وروبرتسون بالتحرك للأمام، مع التغطية الجيدة من جانب فابينيو لاعب الارتكاز.
استحوذ أصحاب الأرض على الكرة أكثر من الضيوف، وبدأت هجمات الليفر تأخذ منحنى أعلى خصوصاً عن طريق أرنولد، الظهير الأيمن الذي تفوق على تشيلويل بوضوح، ليصنع بعض الفرص بمساندة زميله الهولندي فينالدوم، مع دخول محمد صلاح إلى الصندوق بحثاً عن الزيادة العددية بالتبادل مع فيرمينو.
تعامل ليستر مع ضغط ليفربول بشكل أفضل مع مرور الدقائق، ليخرج الفريق بالكرة من الخلف عن طريق مدافعه المميز سويونكو، مع بدء الهجمات عن طريق أسفل الأطراف يساراً، بواسطة الثنائي تشيلويل وتليمانس، لذلك وصل فريق رودجرز ببعض الكرات أمام وخلف الظهير الأيمن أرنولد الذي يتقدم كثيراً للأمام.
نتيجة لعمل ليستر المباغت، عدل كلوب من تمركز فريقه من دون الكرة، بدخول صلاح إلى العمق وتحول ماني إلى اليسار، حتى يدافع مع أرنولد أثناء هجمات الخصم.
سجل ساديو ماني هدف التقدم لفريقه قبل نهاية الشوط الأول مباشرة، بعد تمريرة رائعة من جانب جيمس ميلنر، ليفشل إيفانز في التعامل معها أو توقعها، مما جعل السنغالي منفرداً بالمرمى، ليضع الكرة بسهولة ومهارة في شباك شمايكل حارس ليستر.
من الصعب وصف الأمر بأنه نتاج قوة هجوم ليفربول، لكنه أقرب إلى مجهود ماني الفردي وأخطاء دفاعات ليستر غير المتوقعة بالقرب من مرماهم على غير العادة مؤخراً.
لم يقدم ليستر سيتي أفضل مبارياته أمام ليفربول، لكنه أثبت من جديد أنه فريق عنيد يستطيع تحدي الكبار، لذلك نجح الضيوف في امتصاص ضغط الليفر بالشوط الثاني، مع الاعتماد على نفس الطريقة بتأمين الدفاعات بالخلف، مع الاعتماد على التحولات السريعة، بفضل مهارة ماديسون وانطلاقات فاردي بالأمام.
نجح ماديسون في تسجيل هدف التعادل بعد جملة مميزة قبل النهايات بدقائق، ليؤكد بأنه أحد أفضل اللاعبين هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.
عرف ليفربول من أين تؤكل الكتف في الدقائق الاخيرة، فالفريق أصبح أكثر شجاعة وهدوء أمام المرمى. وصار واضحاً للجميع أن الليفر هذا الموسم هو المرشح الرئيسي لنيل اللقب، بفضل قدرة لاعبيه على حسم الفرص في الدقائق الفاصلة، بالإضافة إلى سجله الخالي من أي هزيمة أو تعادل في أول 8 مباريات.