بعد صلاة المغرب اليوم الثلاثاء من هذا الأسبوع سيشهد جامع عمر بن الخطاب بحي الصخيرات في محافظة العلا، محاضرة للداعية المعروف الشيخ صالح المغامسي بعنوان: تفسير قوله تعالى:(وتعاونوا على البر والتقوى).
وتأتي هذه المحاضرة ضمن الزيارة النادرة التي انتظرها طويلا جمهور الشيخ المغامسي العريض في العلا بدعوة رسمية من قبل المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالتعاون مع إدارة المساجد بالمحافظة.
هذا ومن المتوقع أن تحظى زيارة الشيخ المغامسي بحفاوة على الصعيدين الرسمي والشعبي بالنظر لجماهيريته اللافتة كداعية وسطي عرف عنه الخطاب الدعوي المعتدل، رغم إثارته للجدل في أكثر من فتوى تصدى لها، ووجدت قبولا وحفاوة كبيرة من قطاع عريض من جمهوره ومتابعيه، ولم تجد قبولا بل جوبهت بهجوم شرس وتعريض بشخصه ومكانته العلمية من قطاع عريض أيضا من منتقديه من الواقفين عند السائد والمكرس من الموروث الإفتائي الآخذ بأسباب التحوط ودرء المفاسد على جلب المصالح بغض النظر عن موائمة الفتوى من عدمها لما يسمى بفقه الواقع الذي يحمل بيرقه الشيخ صالح المغامسي ومجموعة من الدعاة الجدد.
ولعل آخر إطلالة له كانت في ذات السياق قبل أيام عبر قناة فضائية شهيرة تصدى من خلالها للهجمات الشرسة على اكتتاب أسهم أرامكو، فكانت فتواه الصريحة بجواز الاكتتاب في أرامكو وغرد بهذه الفتوى في حسابه على تويتر من مقطع فيديو للبرنامج ذاته الذي ظهر به.
وفي سياق متصل الشيخ المغامسي الذي يميل إلى تأطيره من قبل مريديه في قائمة العلماء القرآنيين المتوحدين مع القرآن الكريم بالدرجة الأولى رغم كونه لغوي التأسيس العلمي لم يسبق له تلقى العلم الأكاديمي الشرعي التقليدي في المعاهد أو الجامعات حيث وهو إبن قرية خيف الخزامى بوادي الصفراء التابع لمحافظة بدر المديني النشأة والتربية الأولى حامل البكالوريوس للغة العربية من جامعة الملك عبدالعزيز اقتصر علمه الشرعي على بعض العلماء أمثال العالم الجليل الشنقيطي يرحمه الله رغم عدم ثني ركبتيه في رحاب علمه كون الشيخ الجليل الشنقيطي رحل عن الدنيا والمغامسي لم يبلغ بعد الثانية عشر من عمره لذلك طلب العلم على يدي الشيخ عطية محمد سالم، والشيخ أبوبكر الجزائري، ومن عدة لقاءات في مجالس الشيخ (إبن عثيمين يرحمه الله)والشيخ(إبن باز يرحمه الله).
لكن وبالنظر إلى هذه (الندرة الطلبية)في طلب العلم الشرعي الأكاديمي المختص، بلغ الشيخ المغامسي مبلغ العلماء النجباء بل ودارت نجابته في فلك كل أديب أريب له السيادة والعرافة في الأدب وعلوم اللغة وصروفها وأخبار المتقدمين والمتأخرين من رواة الأخبار والوقائع وحفاظ الشعر، كما لم يحفظه أحدا من قبله وبمناسبة كل قصيدة وسيرة دقيقة السياق لشاعرها بما في ذلك قصائد الحب والغزل وعوالم العشاق يقابله في ذلك الشيخ المغربي الجليل سعيد الكملي.
وربما لهذه الذاكرة الجامعة الحافظة الراوية للشيخ المغامسي الأثر المباشر في تنحيته من قبل منتقديه من نسق العلماء الربانيين إلى مسرب الإخباريين الرواة، وذلك من قبيل الانتقاص من شأنه والتقليل من قدره.
ومع ذلك لم تفت هذه الشذرات المهاجمة لشخصه ومكانته في عضده بل ربما هي التي زادته إصرارا ليصل إلى ماوصل إليه كنابغة زمانه التي لاينكرها إلا ظالم جاحد لنفسه.
وكيف لايكون ذلك لشخصية منذ بدء تفتق ذهنيتها الغضة وبواكير وعيها التي ماتجاوزت مرحلة ريعان الصبا إلا وكان صاحبها الإمام والخطيب بأحد مساجد المدينة المنورة(جامع السلام) الذي استمر به لعشرين عاما إلى أن تسنم منبر خطابة وإمامة مسجد قباء بالمدينة المنورة ومن ثم مفتيا رسميا معتمدا بالتلفزيون السعودي.
وهو اليوم من هو، الملتفة على هامته حزمة من المناصب الرسمية والاعتبارية كواحد من مشاهير الدعاة التي تروي سيرته الطويلة عمره العريض بالمنجزات والمناصب والمقامات الرفيعة الخاصة والعامة لدى ولاة الأمر وجمهوره العريض في السعودية والخليج والعالمين العربي والإسلامي كملهم اشتهر بحضوره الخاشع الباكي كلما لهج لسانه بالذكر، وتفطر قلبه من فرط التأثر والخشوع.