محمد الدباسي
يلقبونه بعازف الليل لكن عزفه هذه المرة لم يرق للبعض .
لم ينطربوا له .
هو لم يقصد ذلك ..
لم يكن يريد أن يطرب الجميع بقدر ما أنه أراد جلب الانتباه .
أراد توجيه الرأي العالمي نحو قضية لا يعلم عنها أحد أو بمعنى لا يريدون أن يعرفوا عنها شيئاً فتركها العازفون ليبحثوا عن عزف يصنع لهم طعاماً و لا يصنع قضية .
سمعنا و شاهدنا ما فعله عازف الليل نجم المنتخب الألماني و نادي ارسنال الإنجليزي اللاعب المسلم مسعود اوزيل من موقف شجاع بحديثه عبر تغريده له في منصة التواصل الاجتماعي تويتر يندد فيها بما يحصل للمسلمين الايغور في تركستان الشرقية من قبل الصين و كيف أنه لم يأبه لأي ردة فعل متوقعة تجاه ما كتب و هو بالتأكيد كان يدرك تماماً تأثير ذلك عليه ليس فقط على وسائل التواصل فحسب بل حتى على مستقبله المهني بشكل عام خاصة و أنه أحد اللاعبين المميزين جداً .
إن غيرة مسعود اوزيل و استشعاره بأهمية نصرة قضايا المسلمين هي التي دفعته للكتابة دون النظر لذلك الهجوم الكبير الذي سيتعرض له كما ذكرنا ليس من الصين فحسب بل من الكثيرين الذين اضرهم ذلك التصرف ممن لهم مصالح قد يصيبها ضرر من صوت اوزيل أو غيره من المسلمين و ناصري حقوق الإنسان خاصة و أن الايغور المسلمين هناك كانوا بحاجة لمن يوصل صوتهم إلى العالم
نعم فهم كانوا ينتظرون و يتأملون بل و يتوقعون بأن يتحدث عنهم أحد الذين لهم شهرة من المسلمين العرب و يستطيع أن يوصل صوتهم إلى العالم و يرفع عنهم تلك المعاناة لكن الصوت جاءهم من قلب أوروبا و من شخص غير عربي لا يُرى تأثراً دينياً على مظهره .
إن ما فعله اوزيل مع قضية الأيغور ليست رسالة بعثها إلى العالم فقط ليخبرهم بما يعانيه الأيغور في تركستان الشرقية .. لا .
إنها كذلك رسالة منه لنا نحن اخوانه المسلمين العرب بأننا لسنا فقط من ينصر الله بهم الدين و أن نصرة الدين ليست بيد فئة معينة دون غيرها يرون أنهم هم فقط من يُنتظر منهم النصر .. لا .. إن الله ينصر و يؤيد لهذا الدين أقواماً آخرين قد يتحدثون العربية و قد لا يتحدثونها طالما أن قلوبهم غلبها حب هذا الدين و العمل له و عقولهم استشعرت أهمية الوقوف مع إخوانهم في تركستان أو أي مكان في هذا العالم.
لنعلم أحبتي أن نصرة هذا الدين فضل نتسابق إليه لا موقف ينتظر حضورنا نحن دون غيرنا فليس هنالك شعب الله المختار و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم (38) ) سورة محمد آية 38 .
محمد الدباسي
رئيس التطوير في اتحاد الكتاب و المثقفين العرب
m19aldubasi
maldubasi@gmail.com
التعليقات 1
1 ping
جمال الشاهري
29/12/2019 في 12:18 ص[3] رابط التعليق
لافض فوك
كتبت فأبدعت