نجح ريال مدريد في الفوز على أتلتيكو مدريد والتتويج بكأس السوبر الإسباني في نسختها الجديدة والتي أقيمت بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية بعد مباراة مثيرة انتهت بركلات الترجيح.
لجأ لاعبو أتلتيكو مدريد إلى الضغط على كاسميرو وفالفيردي ومحاصرة مودريتش لمحاولة منع ريال مدريد من بناء الهجمات، بمشاركة موراتا وفيليكس في الضغط، والقوة البدنية لتوماس بارتي وتمركزات هيريرا، ودخول ساؤول إلى العمق لخلق زيادة عددية، فبدا الارتباك وظهرت الأخطاء في ثلث الملعب الدفاعي للميرنيغي ما أتاح ثلاث كرات شبه خطيرة في الثلث ساعة الأول، وهي طريقة ساعد سيميوني عليها قرار زيدان التركيز على العمق مع الاستغناء عن الأجنحة، وبالتالي أصبح وسط الملعب أكثر ازدحاما، أمر يصب في مصلحة الصراعات البدنية التي يتفوق فيها أتلتيكو مدريد مهما كان الخصم.
أبان البرتغالي جواو فيليكس عن بعض قدراته الفنية الكبيرة، لكنه لم يصل إلى درجة النضج، فلا يزال يتخذ القرارات الخاطئة في اللحظات الحاسمة.
حين أخطأ راموس أمام مرماه كان يمكن للاعب بخبرات أكبر أن يتصرف بشكل أفضل، لكن فيليكس اختار أسوأ الحلول وسدد برعونة خارج المرمى في الدقيقة 15.
القاعدة ثابتة “تحتاج المباريات الكبيرة إلى لاعبين كبار”، وفيليكس أحب أهم الموهوبين في الليغا، لكنه لا يزال لاعبًا في طور التحسن، تشبيهه بكريستيانو رونالدو مبالغة واضحة.
انتهى الشوط الأول باستحواذ 70% للريال، لكن مع 6 تسديدات منها تسديدتان تجاه مرمى أوبلاك، مقابل 6 تسديدات لأتلتيكو (0 بين مرمى وعارضة كورتوا)، تترجم هذه الإحصائية بعضا من نجاح سيميوني في تسيير المباراة إلى أسلوبه الأنسب، فحين تضيق المساحات وتنعدم الحلول يستطيع التعايش مع لاعبيه بانتظار هفوة، شرط أن تترجم بنجاح.
يمكن أن يتلقى الفرنسي كريم بنزيما الكثير من الانتقادات لكنه كان ولا زال وسيبقى واحدا من أساطير ريال مدريد الذين ساهموا في حقبة ذهبية، أدوار بنزيما كمهاجم حر، وصريح أحيانا، وصانع ألعاب، مع ذكائه الفطري في التحرك خارج منطقة الجزاء لإتاحة مساحات للاعبي الأجنحة، كلها أمور لا يمكن للصربي لوكا يوفيتش أن يؤديها، ليس لأنه لاعب سيئ بل لأنه مهاجم ممتاز، وإذا لم تتح له الفرص فلن نشاهده في الصورة.
في الشوط الأول، لمس يوفيتش الكرة 10 مرات فقط، 0 تسديدة، 0 مرواغات، 5 تمريرات صحيحة من أصل 9 تمريرات.
مع ذلك، لا يعني أن يتجاهله زيدان تماما كما فعل منذ بداية الموسم، فأحيانا يكون المطلوب إيداع الكرة المرمى، ويوفيتش قناص بارع ظلم بسبب قدرات بنزيما غير العادية.
الأمر نفسه تقريبا وأكثر بالنسبة للظهير ميندي الذي أثبت في المباريات الأخيرة أنه يستحق المكانة الأساسية على حساب مارسيلو، وفي مباراة اليوم قدم أفضل مباراة له مع الملكي وكان الحل الأول في الناحية الهجومية متفوقا بشكل كامل على تريبير مع التزامه الدفاعي بشكل جيد.
شهد النصف ساعة الأخير من الشوط الثاني تغييرات تكتيكية كبيرة في الفريقين، فلجأ زيدان إلى رودريغو عوض إيسكو، وماريانو بدل يوفيتيش في محاولة للتفوق في الثنائيات وزيادة الحركية مع سرعة ومهارة الشاب البرازيلي خاصة، فيما اختار سيميوني إخراج هيريرا وأدخل فيتولو مع تحويل الرسم من 4-4-2 إلى 4-2-3-1 بتمركز كوريا وفيتولو وفيليكس خلف المهاجم موراتا.
على ذلك، أصبحت المحاولات أكثر للفريقين، ومع الوصول إلى الشوطين الإضافيين، ثم أشرك زيدان فينسيوس بدل كروس في تغيير هجومي مع التخلي عن لاعب وسط مهم للمنظومة ليتحول الرسم إلى 4-3-3 صريحة، وهو ما خلل فريق ريال مدريد فأتيحت الفرص مع تألق كورتوا وأوبلاك على حد سواء حتى تلقى فالفيردي بطاقة حمراء بمنعه موراتا من انفراد صريح قبل النهاية 6 دقائق.
ركلات الجزاء ابتسمت لريال مدريد في مباراة متكافئة، أرقامها: 65% استحواذ للريال، 13 تسديدة للريال (3 على المرمى)، مقابل 9 تسديدات لأتلتيكو (1 على المرمى)!