عطية العقيلي
عزيزي : لقد كنت مثالاً للمواطن الصالح ، انموذجاً للموظف المخلص ، يميزك اخلاصك لولاة الأمر ، صدق انتمائك للوطن ، حبك المتدفق للعمل ، تجيد تطبيق توجيهات رؤسائك ، صحبتك منذ وطئت قدماك أرض محافظة القنفذة ، ولمحت – حينها – بين عينيك طموحاً تريد أن تجسده إلى واقع على الأرض ليبقى شاهداً مكتوباً على سبورة الزمن ، يقول : لكل من يراه أنك كنت هنا ذات يوم . وعرفت فيما بعد أن بين جنبيك قلباً أصبح يخفق بحب هذه المحافظة الواعدة ؛ ليتحول هذا الحب مع الأيام إلى حالة من العشق تسكن حنايا قلبك … كنت لماحاً لما تحتاجه القنفذة في المجالات المختلفة ، وكنت حريصاً على تحقيق ما تصبو إليه من أهداف … دقيق الملاحظة ، حريصاً على المتابعة المستمرة لكل زاوية من زوايا العمل ، تشهد لك جلسات المجلس المحلي بدقة اختيارك للموضوعات المدرجة على جدول الأعمال وخاصة ذات الصبغة التنموية ، تهتم بسماع أي فكرة ترى أنها تضيف جديداً من أي شخصٍ كان ولا تجد مانعاً من الاستعانة بصاحبها لاستخدام افكاره إلى واقع يمشي على الأرض ، كنت تشارك في جميع الفعاليات .. التربوية والتعليمية والأمنية والاجتماعية والصحية وكنت تأتي إليها و أنت ترتدي جلباب الحس المناسب لكل فعالية وكأنك صاحبها وتشارك بروح المسؤول الذي لا يرى ستاراً يفصله عن هموم المواطن واهتماماته .
والآن وأنت على بعد خطوات من مغادرة هذا الجزء الغالي من ذلك الكيان الكبير ، أشك أنك تحدث نفسك ، ها أنا أغادر وباقي في النفس أشياء وكأنك كنت ترجو لو تحقق كل ما تريد ! رفقاً أبا سعد بعتاب نفسك ، لقد تحقق لمحافظة القنفذة كثيرٌ مما كانت ترنو إليه من خلال أملٍ كان يبدو بعيداً .
أنت ستغادر – وهذه قوانين الوظيفة وسنة الحياة العملية – ولكنك رسمت توقيعك على صدر غادة الساحل وسيبقى نقشاً ثابتاً لأمدٍ بعيد .
ستغادر والشواطئ ترسل إليك ابتسامة الرضا تضيئ لك طريق العودة إلى الأهل والأبناء ، ستغادر و النهضة التنموية اصبحت حديث السائح والزائر وعابر الطريق ، ستغادر بعد أن أصبحت القنفذة قبلةً للمستثمرين وعشاق السياحة الداخلية .
فطب نفساً ، فقد عملت واجتهدت و اخلصت وانجزت فكانت النتائج خير شاهد … ولا يهمنك كلامٌ ممن يهوى الخربشة على صفحات البياض ، وإن رأيت أو سمعت شيئاً من ذلك فتذكر أن العيون الرمداء لا ترى الشمس في وسط النهار .
وفي الختام .. أقول لمن يقرأ سطوري إن هذا ليس ضرباً من الخيال ولكنه عصارة صحبة عمل على مدى ( اثنا عشر ) عاماً منذ الخطوة الأولى للرجل على أرض المحافظة واستمرت حتى الخطوة الأخيرة ، وهذه كلمة حق ارجو أني ذكرت بعضاً مما يستحق الرجل فإن كان ذاك فالحمد لله وإن كانت الأخرى فعذراً ألتمس ، وله دعائي بحياة مستقبلية سعيدة .
*أمين المجلس المحلي بمحافظة القنفذة