مقباس العبيدان
بعد أن شاهدنا جميعاً عدد من مقاطع الفديو في الغرب على وجه الخصوص بأن الناس تعيش في حيرة غير معهودة نتيجة لإنتشار فايروس كورونا ، وقد بلغت عند البعض القلوب الحناجر من هول ما يشاهدون من أعداد الوفيات وأعداد الإصابات اليومية من آباءهم وأمهاتهم وأصدقائهم وفلذات أكبادهم ومن نقص المعدات والتجهيزات الطبية ، وأن كل ما توصل له الغرب والشرق من تطور وحضارة وقفت عاجزه وحائره أن تقدم ما ينقذ البشرية. وقد إستشعرنا نحن أيضاً هذا الخطر بما فرض من قوانين إحترازية وتنظيمية ، وبما أقره العالم من قوانين جديدة أمام عدوٍ مجهول صغيراً حقيراً أوقف عجلة إقتصاد العالم بل شلّ حركته تماماً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، وحيّد كل القوى المزعومة ليرغم كثيراً من الساسة على التفوه بكلمات لا تنم عن فهم هيئة وشكل هذا الضيف النازل فجأة ولم يستوعبوا حجم الخطر المُحدق بهم وبشعوبهم فهناك من قال إستعدوا للموت وتوديع أحبابكم وقال غيره كل من وجدتموه في الشارع إقتلوه وقال آخر نستخدم حماية ( القطيع ) في لغة ساوت بين البشر والحيوان ! وقال آخر ليس لها إلا السماء ! فقد إستنفدنا مافي الأرض من حول وحيل ، وقال كبيرهم موجهاً كلامه للنساء إلبسن ( السكارف ) الحجاب ( الغطوة ) ودعن الكمامات للأغراض الطبية الماسة . هذا الجندي المجهول والزائر الخفي جعل الرجال يرتدون اللثام والكمام وتغطية الوجه قسراً قبل النساء بل يغطوا كامل أجسادهم لمن يمارس مهنة الطبابة ويلزم الملاين القعود مع القواعد! في بيوتهم ، ومن هنا نشاهد أن العالم يتعطّش ويتنادى لقيم الإسلام حتى لو لم يتحدّث بلغتنا ورغم جهلهم وتخبطهم في البحث عن الله ، في غبة هذه الأزمة التي بلغت أشدّها فهم كالغرقاء في بحرً لجي وخصوصاً البسطاء وعامة الشعوب اللذين هم بعيدين كل البعد عن المصالح السياسية والإقتصادية. فلسان حالهم يقول أين الله ؟ وكيف لنا الوصول له . وهذا يظهر لنا من صرخات النساء والرجال من الطواقم الطبية ومن عامة الناس وهم يجأرون ويرفعون أكفّ الضراعة إلى الله ويسجدون في مشاهد غير معهودة ويدعون عيسى عليه السلام لإنقاذهم مذعورين متلعثمين مذهولين وقد عاشوا أعلى درجات الحيرة والضياع وكأن دعاؤهم كمن ركب الفُلك في بحر هائج يلزمه صدق الإلتجاء والإخلاص . ﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ ويذكرنا جميعاً برحلة البحث عن الله الذي حمل أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام على عاتقه البحث عنه بنفسه . إذ استشعرإبراهيم عليه السلام أن هناك قوة خلقت كل شيء ، وأبدعت السموات والأرض، واستشعر في نفسه أن هذه ( الآلهة ) من الأصنام التي عكف عليها قومه لا تغني ولا تسمن من جوع ، وأنها بعيدة كل البعد عن أن تنفع وتضر وأن ترزق فضلاً عن أن تخلق شيئا، وقد أثبت لهم فيما بعد أنها حتى لا تستطيع أن تدافع عن نفسها بعد أن أجتثها تباعاً. فهل نمد أيدينا لهم لنعرض عليهم قيم الإسلام وشعائره بدون خوف ولا وجل ولا تردد ونخبرهم بما لدينا من علم ومن وحي إلاهي لم تصله أيدي الباطل وقد حفظه الله مدعوما في الإثباتات والبراهين ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ(76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ(77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن
يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80)﴾ .
مقباس العبيدان
أكاديمي وكاتب
التعليقات 1
1 ping
محمد الغامدي
04/04/2020 في 8:17 ص[3] رابط التعليق
فعلاً هذا الوقت المناسب ليعرف الغرب عامة أكثر عن الإسلام……( رب ضرة نافعة).