ثورة تقنيات الاتصال والإعلام جعلت من العالم يبدو وكأنه قرية إلكترونية صغيرة، الإعلام أصبح محوراً أساسياً لمختلف القضايا الأساسية عبر استخدام الأجهزة الذكية في سرعة نقل المعلومة .
الإعلام وتقنية الاتصالات تؤديان دور مهمًا في تنمية الوعي الفكري لدى المواطنين واستيعابهم لما يدور في حياتهم.
بدأت بعد ظهر اليوم جلسات أعمال ملتقى الإعلام والاتصالات 2016 م المنعقد حاليًا في دبي بدولة الأمارات العربية في إطار الأسبوع الحقوقي الخليجي بحضور 100 من المتحدثين والخبراء المميزين في مجالات الإعلام وتقنية الاتصالات ضمن فعاليات الأسبوع الحقوقي الخليجي
وعقدت بعد ظهر اليوم 3 جلسات عمل الأولى عن التشريعات والقوانين في قطاع الإعلام والاتصالات شارك فيها كل من المحامي “البروفيسور فنينسننزو زينكو فيش “البروفيسور في جامعة لاوما تري في ايطاليا ومعالي الدكتور “رياض كمال نجم” الرئيس السابق للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع والدكتور “صلاح رمضان شلاس” كبير استشاري المجموعة الوطنية للتقنية
وأكد المشاركين في الجلسة العلمية الأولى على أن الإعلام في بداية ظهوره كان يهتم بمجالات معينة فقط، محدودة بوسائلها وتاثيراتها، لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل فاقت تطوراتها كل التصورات بفضل التطور المذهل لوسائل الاتصال واستخدمات الأجهزة الذكية والتطبيقات من جهة، وقدرة الإعلام على التعبير عن مختلف المجالات
ولفتوا إلى أهمية انعكاس الإعلام وتقنية الاتصالات على النواحي المختلفة التي شملت الصحة والتعليم والأمن والدفاع والإقتصاد والبيئة والمناخ والعلوم وغيرها وأكدوا أن التطور شمل كافة الشرائح والمستويات كافة حتى باتت من أهم أدوات المعرفة في العصر الراهن.
ولفتوا أنه نتيجة للتطورات الكبيرة التي طرأت على التكنولوجيا وتقنيات الاتصال والإعلام جعلت من العالم يبدو وكأنه قرية الكترونية صغيرة، وأصبح الإعلام محورًا أساسياً لمختلف القضايا الأساسية، وأزدادت أهميته بوسائله المختلفه في المجتمع في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، بما في ذلك المجال الأمني،
وقال البروفيسور في جامعة روماإن التطوارات في الاعلام والاتصال لحقت بالظواهر الأمنية ذاتها، والظواهر التي تتعامل معها، الأمر الذي تطلب تحديثًا وتطويراً مستمراً للسياسات الأمنية وللأساليب والوسائل والتقنيات التي تستخدمها في تعاملها مع هذه الظواهر.
وشدد البروفيسور فينسنزو زينكوف فيتيش على أن مفهوم الأمن المعاصر من أهم المفاهيم العامة نظرًا لإرتباطها المباشر بحياة وكرامة الأفراد والجماعات وسلامة المدنية وإستمرارها، وأن هذه التحديثات التي حصلت على مفهوم الامن جعلته مسؤولية عامة قبل كل شيء مع الإبقاء على خصوصية الوظيفة المحددة لجهاز الأمن والتي تمثل أهم واجهات السيادة للأمة بوصفها صمام الأمان للمجتمع.
وأشار إلى أن توسع مجالات الحياة الإدراكية أدى إلى الكثير من المجالات كما في الأمن الاجتماعي و الاقتصادي والفكري و المعلوماتي والمناخي و الدولي والاقليمي و….غيرها مما ، جعل لها مفهومًا واسعًا بحاجة إلى الكثير من الوسائل والأدوات ، ولم تعد استخداماتها حكرًا على الأجهزة الأمنية
وقال: الدكتور رياض نجم أنً العلاقة بين الأمن والإعلام هي علاقة ارتباطية، فالإعلام بوسائله المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية يلعب دورًا بارزاً ويؤثر بفعالية في دعم نشر المعرفة الامنية ويساعدعلى أن تؤدي الأجهزة الأمنية دورها في الحفاظ على أمن المجتمع على كافة المستويات، بل أصبح الإعلام بلا منازع صاحب الدور الأكبر في التوعية بأبعاد القضايا الأمنية، من خلال التغطية الإعلامية ومن خلال الإسهام في بناء المواطن وتحصينه ضد أي غزو إعلامي أو فكري معاد،
وأضاف الدكتور رياض نجم أن الاعلام وتقنية الاتصالات تؤديان دور مهم في تنمية الوعي الفكري لدى المواطنين واستيعابهم لما يدور في حياتهم ، من خلال الشرح والتحليل لهذه القضايا وتعريف المواطن بأسبابها وأسلوب التعامل معها، وبهذا فأن العلاقة الوثيقة بين الأمن والإعلام تشكل عنصر الأمن والإستقرار في المجتمع.
وأضاف أن الإعلام الأمني له دور بالغ الأهمية والحيوية في المجتمع، وركيزة أساسية لدعم وتنمية الحس الأمني والوقائي لدى الأفراد من خلال تعاونهم في حفظ الأمن والإستقرار، إضافة إلى أن الإعلام الأمني أصبح وسيلة لتوسيع الآفاق المعرفية لأفراد المجتمع بحيث يكونوا على اتصال مباشر مع الأحداث. وقد حدث تغيير جذري وعميق في مفهوم المسؤولية الأمنية بحيث أصبح الأمن مسؤولية تضامنية يسعى الاعلام لتحقيقها في المجتمع من خلال استخدم التقنيات الجديدة التي شهدها العالم في مجال الاتصال وتقنية المعلومات.
وقال الدكتور طلال رمضان شلاش أن مفهوم الإعلام الأمني برز بشكل كبير خلال نهايات القرن العشرين كمفهوم جديد في حقل الإعلام العام أو مجال جديد آخر في حقل الإعلام المتخصص ومن هنا جاء مصطلح الإعلام الأمني كحقل من حقول الإعلام المتخصص بعد انتشار هذا المفهوم من خلال الفضائيات والقنوات المتخصصة والإذاعات والصحف والاعلام الجديد
وأفاد الدكتور طلال شلاش أن مفهوم الإعلام الأمني يرتبط (بمفهوم الإعلام) و(بمحتوى الرسالة الإعلامية) المتخصصة التي تقوم عليها و(بالوظائف الموكلة إليه) و(بالجمهور المستهدف). فمن حيث مفهوم الإعلام، يرى البعض (أنه عملية الإخبار أي نقل الرسالة من جهة إلى أخرى من خلال أداة أو وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري المتقدمة والمتجددة أمر أصبح اليوم في غاية الأهمية خاصة بعد أن أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتوتير والاستقرام وشددوا على أن المتغيرات الاقتصادية المؤثرة على الأنشطة الأمنية تبرز مسالة حرية التجارة العالمية وما تفرضه من فتح الأسواق الوطنية أمام كافة الشركات الأجنبية بل ومعاملتها معاملة الشركات الوطنية وهو الأمر الذي يفتح المجال واسعاً أمام العديد من الاحتمالات التي تتولد عنها مصادر متعددة وجديدة لتهديد الأمن الاقتصادي لأي بلد من البلدان وذلك بدءاً من عمليات الاحتيال والغش والتدليس والمضاربة على العملات الوطنية والمضاربة في البورصات مرورًا بإمكانية القيام ببعض العمليات غير المشروعة كتبيض الأموال وغيرها، كما أن إعتماد النشاط الاقتصادي على المبادرات الفردية لا يمنع من دخول بعض الأشخاص الذين يستغلون قواعد الاقتصاد لممارسة أنشطة اقتصادية خادعة ووهمية كتوظيف الأموال.
الأنشطة الأمنية التقليدية بمعنى انها توسع من دائرة حركة هذه الأنشطة داخليًا وخارجيًا، من ناحية أخرى فان علاقات الاعتماد الاقتصادي المتبادل والتشابك بين الأنشطة والعمليات الاقتصادية والتجارية والمالية في عالم اليوم تؤثر تأثيرًا مباشرًا على طبيعة الأنشطة الأمنية المعاصرة والأساليب الملائمة لانجازها.
من جهته قال المحامي الدكتور ماجد قاروب إن المجتمعات المعاصرة تشهد العديد من التحولات الإعلامية والتقنيات الجديدة
وأن هذه العملية بقدر نتائجها الايجابية إلا أن ينتج عنها بالضرورة أنواع جديدة من الإنحرافات التي لم تكن معهودة بل كان من الصعب تصور حدوثها كما أنها تؤدي إلى تفاعلات معقدة ومتشعبة بين أبناء المجتمع قد تؤدي إلى ضرورة التدخل الأمني الذي يتطلب توظيفًا فعالاً لوسائل الاعلام وأدوات الاتصال .
وأضاف أن المتغيرات الثقافية الجديدة ذات الصلة بموضوع الملتقى تتلخص في أن المجتمع المعاصرة تشهد صراعًا بين العديد من الإتحاهات الثقافية التي يعبر كل منها عن رؤية معينة للذات وللمجتمع ولمعنى الحياة بصفة عامة، فهناك الإتجاه العولمي الذي يرى أن ما يجمع البشر يفوق ما يفرق بينهم وأنه قد آن الأوان لثقافة كونية واحدة تسود العالم متجاوزة كافة الإختلافات البشرية، وهناك إتجاه آخر يرى أن التنوع والإختلاف بين البشر هو السمة الأصيلة للمجتمعات البشرية وان كل مجتمع يتشكل من جماعات متمايزة لكل منها خصوصياتها الثقافية ورؤيتها لذاتها وللمجتمع والحياة وأنه لا يمكن تجاوز مثل هذا التنوع بل لابد من التوصل إلى الآليات والوسائل التي تحقق القدر الملائم من تماسك المجتمع ووحدته من خلال التنوع من خلال إعلام آمن خلال الأجهزة الحديثة وشبكات التواصل والاجهزة الذكية
بعد ذلك تم فتح باب النقاش حيث تم استخلاص التوصيات المتضمن أن تطور الإعلام التكنولوجيا والاتصال والمتغيرات السابق الإشارة إليها وتفاعلاتها قد أدت إلى ازدياد الأهمية النسبية للإعلام في المجال الأمن وأن من أبرز معوقات الإعلام الأمني إشكالية الإفصاح والسرية: وهي إشكالية ترتبط بكل من الإعلام الذي يسعى إلى السبق ومن ثم الإفصاح السريع.