طيار مدني بدأ حياته المهنية في مجال عالم الطيران كمضيف جوي إلا أن طموحه لم يتوقف هنا بل كافح بعدها ودرس الطيران ليلتحق بشركة طيران خاصة ومن ثم طيران أديل كطيار مساعد على طائرة الإيرباص 320 نتعرف على شخصية اليوم أنه الكابتن “خالد فقيهي”.
في البداية دخولك مجال الطيران كان عن حب وشغف، حدثنا عن ذلك؟
كنت أحلم بأن أكون طيار منذ صغري، وحاولت جاهدًا الوصول لحلمي ولكن كوني يتيم الأب والأم فلم يكن لدي الاستطاعة المادية لدراسة الطيران على حسابي الخاص وبالتالي عملت مضيف جوي إلى أن استطعت توفير مبلغ الدراسة.
أين درست الطيران وماهي شركات الطيران التى عملت بها؟
درست الطيران في الفلبين ومن ثم أمريكا ومن ثم المانيا، وعلمت بشركة نجم الفا للطيران الخاص وتشرفت بالطيران مع عدد كبير من الشخصيات المهمة في المملكة لعدة سنوات ومن ثم انتقلت للعمل مع طيران أديل.
ماذا يعني لك الطيران؟
الطيران هو أكسجين الحياة بالنسبة لي.
هل حدث وأن صادفت موقفًا صعبًا أو غريبًا أو طريفًا على أحد رحلاتك؟
بفضل الله ثم بفضل الإجراءات المشددة للسلامة والصيانة في الطائرات السعودية بحيث لا تطير الطائرة إلا بعد التاكد من سلامتها وبالتالي الحمد لله لم أواجه أي مشكلة صعبة أثناء الطيران.
أما بالنسبة للمواقف الطريقة فهنالك الكثير وأذكر منها أثناء رحلة لأحد المدن استوقفني أحد كبار السن عند خروجه وأعطاني خمسين ريال في يدي بعد السلام كنوع من الشكر.
مع رؤية المملكة 2030 هل سوف تكون المرأة السعودية منافس لكم في عالم الطيران خلال السنوات القادمة؟
ليس هنالك منافسة والمجال يتسع للجميع خصوصًا مع برامج تمكين المرأة السعودية بدعم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وحاليًا لا توجد سوى عدد اثنين طيار مساعد من النساء في الشركات السعودية بينما يوجد العشرات من بناتنا ممن يدرسن الطيران، أيضًا يوجد العديد من السعوديات ممن التحقوا بمجال الخدمة الجوية ومجال المراقبة الجوية.
هل الحصول على موافقة أو بعثة لدراسة الطيران سهله أم صعبة وبماذا تنصح من يعشق هذا المجال ويريد الالتحاق به؟
الابتعاث في مجال دراسة الطيران موقوف حاليًا منذ سنتين وقد يفتح خلال السنوات القادمة حسب الاحتياج ولكن من يحب المجال ويرغب به فعليه تحمل تكاليف الدراسة لدراسة الطيران.
ماهي أفضل الأكاديميات والمعاهد التي تنصح بها للدراسة الطيران؟
توجد العديد من الأكاديميات داخل وخارج السعودية ولا أستطيع تحديد أفضلها ولكن كوني رئيس مجلس إدارة أكاديمية أجنحة الطيران فإنني أرشحها كأفضل مكان لدراسة الطيران كون الدراسة فيها تنقسم إلى جزء نظري داخل السعودية وجزء عملي خارج السعودية وبالتالي التكاليف أقل من أي مكان مماثل كذلك القائمين عليها كلهم طيارين سعوديين بلوروا خبراتهم لطلاب الأكاديمية.
أغلب من يسافر جوًا ينتابه الفزع والخوف عند الإقلاع والهبوط والمطبات الهوائية، بماذا تطمنهم؟
الطيران آمنُ وسيلة نقل بفضل الله، ونسبة الحوادث المميتة تعد لا تحصى، خصوصًا في الأجواء السعودية التي لم تشهد حادث مميت منذ أكثر من عشرين عامًا.
هل تسبب السحب الركامية والبرق خطورة على سلامة الطائرة؟
بالنسبة لسحب الركامية نحاول قدر الإمكان تجنبها لراحة الركاب، وتأثيرها الكبير يكمن في المطبات المزعجة للركاب،أما البرق فبفضل الله لا يؤثر على الطائرة كونها مجهزة بتقنيات تفريغ الشحنات الكهربائية الصادرة من البرق.
يحصل الطيارين على رواتب من أعلى رواتب المهن في العالم ولكن يقابلها جهد كبير وابتعاد عن الأسرة فهل تعتبر ضريبة ذلك؟
صحيح، ولكن المقابل المالي مجزي بفضل الله وكل عمل لديه جانب سلبي ولكن في الطيران الجانب الإيجابي يطغي على السلبي.
كيف جمعت بين مهنتك كطيار ومشهور في السوشل ميديا؟
عالم الطيران كان وإلى فترة قريبة عالم غامض للكثير من العامة ونعمل جاهدين أنا وزملائي الطيارين لنشر ثقافة الطيران قدر المستطاع.
انتشر فيديو بتصوير أحد الركاب لرحلتك من الدمام إلى جازان رحبت فيها بالركاب بطريقتك الخاصة، ماهو رأيك بانتشاره وصداه؟
انتمائي لديرتي جازان لا حدود له، وتعودت في كل رحلة بالترحيب بأهلي بطريقة مختلفة تلامس مشاعرهم، وما حدث من صدى لانتشار المقطع كان شيئًا جميلًا ويثلج الصدر.
هل استغليت مهنتك كطيار في الشهرة؟
ليس استغلال وإنما ممارسة لعشق ومشاركته مع محبي هذا المجال.
أصبح هدف مشاهير السوشل ميديا الربح المادي وليس تقديم محتوى بعكس الكابتن خالد والذي يقدم محتوىً مفيدًا وجميلًا جدًا، ما رأيك؟
وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت وساهمت كثيراً في تثقيف ونشر معلومات لم تكن متداولة سابقا بنفس العفوية مما ساهم في وجود عدد من المشاهير، ومنهم من استغلها إيجابيًا والقلة استغلوها سلبيًا وبالنسبة للربح المادي فعدد كبير اتخذ الشهرة للكسب المادي ولا ضير في ذلك في حدود الضوابط والتشريعات.
هل دعمت الأسر المنتجة والمنشآت الصغيرة أو لا تمانع من ذلك أم لديك تحفظ على فكرة الإعلان؟
سنابي مسخرٌ دائمًا للإعلان للأسر المنتجة والمشاريع الناشئة دائمًا دون مقابل.
كلمة أخيرة لمتابعينك؟
تشرفت جدًا باختياري لهذا اللقاء وأتمنى أنني قد نقلت ماهو المفيد للقراء وكذلك لأول مرة أذكر فيها بداياتي في لقاء مما قد يحفز البعض لمعرفة أن النجاح لا يأتي إلا بعد جهدٍ وتعبٍ وتعثراتٍ كثيرة.
وبدورنا نتقدم بالشكر الجزيل للكابتن خالد فقيهي على قبولة ورحابه صدره في إجراء هذا الحوار الجميل والمفيد متمنين له التوفيق والنجاح.