لحظة قهر …
لحظة ألم …
لحظة أسف…
أسرة مفككة ، أبواب مفتوحة ، أسرار منشورة ، أستار مهتكة ، فواجع منهكة …
هي ما تعانيه أغلب الأسر الآن …
لا يغرك قصر مشيد ، زخارف مذهبة ، أبواب كبيرة ،وقلوب صغيرة …
أستغرب ذلك القلب الذي لا يتسع لحب أخيه …. بل أمه وأبيه!!!
آهـ من الأعماق على تربية زجت بالأبناء للقسوة و الفظاظة في العبارات
فلا تجد الإخوة إلا وهم يتخيرون من الألفاظ أدناها ليعبر أحدهم عن حاجته
والمصيبة الأعظم عندما نجد أن الأم أو الأب هم وقود ذلك التفكك
وقود!!!!!! نعم وقود
أما علم الأبوين أن الخلاف الذي ينشأ بينهما ولم يعالج …. أنه يستشري في عقول وقلوب الأبناء
شاء الأبوان أم أبوا…
يالا خسارة الأيام على أم باتت تعانق ابنها للفجر …. يبكي يصارعه المرض
يالا حسرة الأبناء حينما يكبروا ويجدوا أنهم بناء جسدي فقط ، بلا روح بلا قيم بلا هدف
ويعتقدوا أنهم يجب عليهم أن يتصارعوا لنهاية العمر
لأن أبواهم كانوا كذلك …
وهكذا نشأ الأبناء بين زخم الصراخ….. وجراح وتشوهات نفسية
يستنكرون … يشجبون …
يبكون … يناشدون …
بلا فائدة…..
يواجهون الأسى وحدهم ……قد يساعدهم الأهل ويتدخل الأخوال والأعمام والجدان
وبعد برهة من الزمن يعود الوضع كما كان عليه وأسوء
يحاولون أن يلعبوا دور الطبيب ….. والمصلح الاجتماعي ….. والأخصائي النفسي
وبعد برهة ينشغلون ….. ويتركون الأطفال يبكون ….. يصارعون الموت
إنه الموت البطيء……. حتى بدوا شيوخاً في عمر الزهور ……حتى غدوا أموات ليسوا في القبور ….
آه……. ثم آهـ …… ثم آهـ.
أصبح لدينا أطفال يحتاجون لتدخل مبكر من قبل أخصائيين نفسيين
أرجوك أيها الطبيب لاتنسى هؤلاء فهم يصرخون …… يصرخون بلا صوت
إنهم يعيشون في نعيم خارجي….. وفي جحيم داخلي
أرجوك يحتاجون عناية …. أب حنون … وأم رؤوم
لاتتخيل أيها الطبيب كم هم يعانون …
لايتمنون البقاء …. لأنهم لم يعودوا صغار …. هم يفهمون كل مايجري …. وكل مايحيط بهم
هم يذهلون … هم يفجعون
يسيقظون على صرخات
وينامون بتهديدات …. أين حقوق الانسان عنهم ؟
قبل أن تحاسبوا المعلم والمعلمة … أما آن الأوان لنحاسب الآباء عن جريمتهم في حق هؤلاء الأبرياء
إن لم يكن لديهم الوازع الداخلي لمخافة رب العباد فيمن يعولون
فعلى الجهات ذات العلاقة التدخل ووضع القوانين لحمايتهم
من شر مستطير …
من أمراض نفسية …
من كوارث بشرية …
نحن لم نتكلم عن الأيتام .. ولا اللقطاء .. ولامجهولي الهوية …
إننا نتكلم عن أبناء نشؤا في أوساط ذويهم
هل تصدق؟؟؟؟؟؟
إنه شيء يندى له الجبين
ويشيخ له القلب الحزين
أرجوك يامن تستطيع أن تمد يد العون لهم لا تترد ….إلتقفهم واعتني بهم
كم من هؤلاء أصبحوا علماء ومفكرين ومؤثرين
لاتستهين بهم فبهم طاقات ككل البشر
ولكن كل رجائي أن لا تلتقفهم الأيادي الخفية وتستغل مايعيشونه من ضوضاء لم تحسب للطفولة مكان.
أحبتي …
إن ما يرتكب من جرائم حروب في حق الطفولة وغيرها …لا تقل أهمية عن واقع الطفل في العديد من الأسر المفككة
والتي كل يوم تتفنن في تعذيب أبنائها ليس بأدوات حادة ، إنما بسلوكيات مغرضة ، وأحاديث ملفقة كل من الطرفين ينشرها عن الآخر ليشوه سمعة الآخر ، ويبين أنه هو الضحية ظنناً منه أنه سيجني حب أبنائه وسيجعلهم في صفه ، ولكنه مايجنى حقيقة إلا العقد والأمراض النفسية..والحقد والكراهية التي زرعها ومازال يسقيها بسلوكياته وتصرفاته ألا مسؤولة.
ألا ليت شعري ….. أن تكون هذه الكلمات باكورة أفكار وأبحاث تربوية وبرامج تنموية وتأهيلية لمن سيتولى تربية أبناء أمة محمد عليه أفضل الصلاة و السلام ، أترى لو كان بيننا ماذا كنا سنقول له عن واقعنا المشؤوم في التعامل مع الطفل .
أيها الطفل …
لاتنزعج من كلامي ….فلست والله بملوم ……ولكن أفتح قلبك ……وأبوح عما عجزت عن تعبر عنه ….
لاتنزعج أرجوك …… فالأفضل قادم …… وبإذن الله سنسلك الطريق الصحيح ونقتدي بالتربية النبوية في التعامل مع البشرية .
أيها الأب …
تمهل ……وأعد حساباتك فأنت مسؤول عما استرعاك الله من رعية …… ووالله موقوف بين رب البرية عن كل كلمة وسلوك في حق أبنائك.
أيتها الأم …
اتق الله فيما استرعاك الله من أبناء …. وحاولي أن تبعديهم عن الأجواء المشحونة …..لينعموا بصحة نفسية وحتى لاينقلوا هذه الفواجع لمحيطهم الأسري في المستقبل .
أيتها المعلمة …
لا تتجاهلي مشاعر الطفل الحزين ….. وكوني له خير وتين ….. فأنت القدوة التي قد غابت في البيت الحزين
التعليقات 1
1 ping
A
20/05/2016 في 7:17 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله تبارك الله والكلام الجميل ، ليت حقوق الانسان تتفعل زي العالم والناس بس