إلى روضةٍ فيها التأنُّقُ والبٍشرُ
بِها مِسكُ جناتِ النعيم له نشرُ
بها أقسمَ الرحمنُ لما توشَّحَتْ
بأنوارِ طاعاتٍ كما لألأَ البدرُ
سلامٌ عليها طابَ في الدهرِ وِرْدُها
بذي حِجَّةٍ يا مَرحباً إنها العَشْرُ
سحابُ التُّقى فيها رَوَاءٌ ورحمةٌ
ورِيضانُها كنزٌ وأغراسُها ذُخرُ
وما من زمانٍ فَاقَها في مَحبَّةٍ
من الله للزُّلفَى بِهِ هكذا الفَخْرُ
كأنَّ بِها عُرْسَ العِباداتِ كلِّها
إذِ اجتَمَعتْ ما قد حوى مثلَها الدهْرُ
فَصَلِّ تَصَدَّقْ صُمْ وَحُجَّ وهلْ تَرى
كهذا زماناً إنَّهُ النُّورُ والطُّهْرُ
يُشَنِّفُ سَمْعَ الكَونِ تَكبيرُ أهْلِها
وتَسْمُو بِها الأعمالُ قد حَفَّهَا الذِّكْرُ
لِحُجَّاجِ بَيتِ اللهِ فيها وِسَامُهُمْ
يُبَاهي بِهِم في يومِ عِزٍّ لهُ قَدْرُ
تَرانِيمُهُمْ توحيدُ رَبِّي وحَمدُهُ
وفي سَيرِهِمْ أجرٌ وفي مُكْثِهِم أجْرُ
هيَ العَشْرُ منها زادُ فوزٍ مُبارَكٌ
حريصٌ على تَحصِيلِه من لهُ حِجْرُ
ألا فاغتنمْ يا صاحبي رِبْحَ سُوقِها
تَكُنْ بَهجةً يَفْترُّ سَعْداً بها العُمْرُ
وأَوْدِعْ بِهاتِيكَ اللُّحَيْظَاتِ صَالِحَاً
يُبَارِكْ بهِ ربٌّ لهُ الخَلْقُ والأمرُ