اعلنت الصين انها ستبدأ في تشغيل اكبر و اقوى تلسكوب رايديوي في العالم ” فاست ” اواخر شهر سبتمبر الجاري 2016 ، الامر الذي سوف يسمح بالقيام بعملية مسح شاملة لمجرتنا درب التبانة والمجرات الاخرى واكتشاف النبضات الراديوية الخافته وليس هذا فحسب بل سيكون هذا التلسكوب اقوى محطة ارضية للمهمات الفضائية المستقبلية .
ان التلسكوب الرايديوي يمكن تشبيهه بأذن حساسة تستمع الى الرسائل الراديوية ذات مغزى محدد والقادمة من أي مكان في الكون . وهذا التلسكوب العملاق سوف يمكننا من القيام باكتشافات دقيقة ، فعلى سبيل المثال يمكن تحديد صوت حشرة الزيز في عاصفة رعدية .
مايعني بان هذا التلسكوب الراديوي حساس جدا بحيث يمكن استقبال الاشارات الضعيفة والبعيدة جدا ما سوف يساعد في البحث عن حياة ذكية خارج مجرتنا و استكشاف اصل الكون ، ويأمل العلماء الصينيون ان تكون بلادهم اول دوله في العالم تعلن عن اكشاف حضارة فضائية متطورة في الكون .
وكانت الصين اكملت بناء هذا التلسكوب الرادايوي بتاريخ 3 يوليو 2016 بعد عملية بناء استغرق نحو خمس سنوات .
هذا التلسكوب الراديوي البالغ قطره 500 متر بحجم 30 ملعب كرة قدم يقع فوق جبل في جنوب غرب “مقاطعة قويتشو” – واصبح هذا التلسكوب الصيني الجديد أكبر من تلسكوب أريسيبو الراديوي الشهير البالغ قطره 305 مترا.
ومثل ” تلسكوب أريسيبو ” فإن تلسكوب فاست ” يقع في تجويف طبيعي ، يمتلك 4600 لوح ثلاثي الشكل لعكس وتركيز الموجات الراديوية .
وعلى عكس “تلسكوب أريسيبو” المثبت بتقوس كروي ، فإن تلسكوب “فاست” سوف يستخدم البصريات النشيطة ، حيث ان سطحه يمكن ان يضبط في اتجاهات مختلفة أكثر مرونة من سطح أريسيبو ، وهذا يعني بأنه سيكون قادرا على تغطية السماء ضمن 40 درجة من نقطة السمت وهي النقطة التي تقع فوق رؤوسنا مقارنة مع “تلسكوب أريسيبو” الذي يبلغ مداه 20 درجة .
وعمليا سيبقى التلسكوب الراديوي ” فاست” الأفضل على مستوى العالم خلال 20 أو 30 سنه المقبلة الى ان يتم بناء تلسكوب راديوي اكبر منه.