ظاهرة ظهرت باتت كفيلم رعب نراه ،، أبطاله ذئاب بشرية تركض كالوحوش خلف أرواح من حولها ،، تتعطش للدماء كحيوانات هائجة تطارد فريستها ،، لم نكن نسمع بهذه الفئة في مجتمعنا قطّ ،، شباب ضعفَ الوازع الديني لديهم ،، إبتعدوا عن الله و ألتفوا حول شياطين البشر ممن يدّعون أنهم أهل للصلاح وهم ليسوا سوى باب للشر ،، يغزون الفكر حتى تتشبع الأنفس بالكراهية و الوحشية فيموت القلب و تموت معه جميع القيم الدينية و الأخلاقية ،، ولا يبقى سوى شعور رغبة القضاء على البشرية ممن يخالفون نهجهم المخالف للدين و المعادي للإنسانية ،، فئة شعارهم " الأقربون أولى بالمعروف " ولا معروف لديهم سوى بالأغتيالات ،، بدءاً من الوالدين و إنتهاءاً بمجتمع بأكمله .
فكم من قصص مأساوية عاشها مجتمعنا مؤخراً ،، شباب ضلوا الطريق وسعوا خلف أشرار يقودونهم للهلاك شباب في عمر الزهور تنتحر لديهم رغبة حب الحياة و يرفضون قطعياً إمكانية التعايش مع الآخر ،، ولايبقى في أذانهم و نصب أعينهم سوى هدف الجريمة التي يصورونها لهم أنها ملحمة دينية ستسعدهم في الآخرة وينالون شرفها المزعوم في الدنيا تحت مسمى " مجاهد " ،، جهاد يشترط أن تكون بلا قلب ولا رحمة ،، جهاد ضحاياه أقرب الأقربين وبقية المسلمين ،، جهاد لم ينزل الله به من سلطان ،، هدفه إغتيال الأرواح البريئة ،، يتحدث عن وجوب بث السلام وهم من ينتزعون السلام ويبثون الفوضى و الإرهاب ،، يدّعون أنهم ينصرون الإسلام وهم من يبرأ الإسلام من إسلامهم فالإسلام دين سلام و رحمة و ألفة و هم عكس ذلك تماماً ،،
لذا ؛ لابد من التكاتف كلاً بدوره لتوعية الشباب وتحصينهم وحمايتهم من شياطين البشر ،، من يستغلونهم لأغراض سياسية بإسم الدينية ويسحقون بتخطيطاتهم الدين و البشرية .
لابد من توعية الشباب أولاً ؛ في المنزل فالوالدين أساس النشأة الفكرية والدينية أولاً في حياة الآبناء ،، وعبر المدارس و الجامعات لتثقيف الآبناء بالخطر الذي يترصد لهم ،، ومن خلال الخطباء عبر الدروس بالمساجد ،، ومن خلال العلماء والآدباء و المثقفين و رجال الأمن في الإعلام ليطلقوا النور الفكري والديني للابناء ،، وعبر مواقع التواصل الإجتماعي ببث الحقائق حول ذلك الغزو الفكري الخطير و إغلاق منافذ الفتن وردع الشائعات بتمجيد تلك الأفعال الشنيعة التي تصور قتلة ذويهم أو الإنتحاريين كأبطال حرب .
لابد من إحتواء فكر الآبناء و ملئ وقت فراغهم و متابعة خطاهم كي لاتنفرد بهم الأيدي الشريرة و تقضي عليهم ،، فغزو الفكر أخطر أنواع الغزو ،، فمنه يضيع الشباب و تتدهور أحوال الأمه .