شارك معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم في منتدى “كرانس مونتانا” الثامن عشر الذي أنطلقت أعماله أمس الأول الخميس في العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة رؤساء دول وحكومات ومسئولين حكوميين وعدد من المنظمات الدولية وممثلي القطاع الخاص. ويناقش المنتدى تأثير التهديدات الأمنية حول العالم، والتعاطي مع الأزمات الدولية، وأوضاع اللاجئين في العالم.
وقد بيّن معاليه في كلمة ألقاها في افتتاح المنتدى أن المملكة تأتي في المرتبة الثالثة بين دول العالم في تقديم المعونات الاغاثية والانسانية للمحتاجين والمهجرين قسرياً، وسلط الضوء على أبرز جهود المملكة في المجال الاغاثي والانساني، وأنها قدمت خلال العقود الأربعة الماضية ما يزيد عن (139) مليار دولار للمحتاجين في كافة انحاء العالم دون اعتبار لانتمائاتهم الدينية أو العرقية. وأنها استقبلت العديد من الأشقاء السوريين واليمنيين كضيوف ووفرت لهم سبل الرعاية والعيش الكريم، حيث استقبلت ما يزيد عن المليونين ونصف المليون مواطن سوري منذ اندلاع الأحداث في بلادهم، وأتاحت لهم الانخراط والاندماج في المجتمع ، وقدمت لهم الخدمات الأساسية، ومنحت الاقامة النظامية لمن رغب البقاء منهم في المملكة، ومكنتهم من العمل والحصول على الرعاية الصحية المجانية والتعليم والتمتع بكافة الحقوق والقانونية القضائية. كما تعاونت مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتقديم الدعم والرعاية لملايين السوريين المتواجدين في الدول المجاورة لوطنهم (تركيا والأردن ولبنان) وغيرها من الدول.
كذلك قامت المملكة بتقديم كافة التسهيلات لما يزيد عن (نصف مليون) من الأشقاء اليمنيين الذين لجأوا للمملكة بعد انقلاب المليشيات الحوثية والقوات الموالية لها على الشرعية في اليمن، واتاحت لهم حرية الحركة والعمل واستقدام عوائلهم، والحصول على الرعاية الصحية المجانية والتعليم.
إضافة إلى قيامها بتقديم المساعدة والدعم للاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال بأكثر من (42) مليون دولار، ورصد حوالي (500) مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الإغاثية للشعب اليمني الشقيق.
كما قامت المملكة بتصحيح الوضع القانوني لكثير من المتواجدين على أراضيها بطريقة غير مشروعة من مختلف الجنسيات، ومن ذلك تصحيح اوضاع أكثر من (115) ألف وافد برماوي ومنحهم وابناءهم الإقامة النظامية.
وأنه إدراكاً من المملكة لأهمية العمل الإغاثي والإنساني، وسعياً لتحقيق تنسيق الجهود بين كافة الاجهزة والجهات ذات العلاقة بالأعمال الإغاثية (الحكومية وغير الحكومية)، انشأت في شهر مايو لعام 2015م (مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية)، ليكون الجهة التي تتولى تقديم الدعم والمساعدة الانسانية لكافة المحتاجين حول العالم، وأوضح معاليه أنه بالرغم من حداثة إنشاء هذا المركز فقد تمكن من تقديم نحو (40) مشروعا للاجئين والنازحين، وبلغت اجمالي المساعدات التي قدمها أكثر من (مائتي مليون) دولار، ولايزال المركز مستمراً في تقديم الخدمات والمساعدات تحت شعار (نحو انسانية بلا حدود).
وأشار معاليه إلى أنه للحد من ظاهرة اللاجئين يتوجب على المجتمع الدولي تكثيف المساعدات الانسانية اللازمة وتهيئة الظروف المعيشية الملائمة لهم في أوطانهم، والعمل على تهيئة الاستقرار السياسي والأمني في بلدانهم، وتوظيف واستثمار الجهود الدبلوماسية لمنع تفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية وتحولها إلى صراعات عسكرية، وأن للمملكة مستمرة بالعمل مع المجتمع الدولي في كل ما يُسهم في مصلحة الأمن والسلم الدوليين.