ميرفت محمود طيب
لقد خلقنا الله عز وجل وأحسن خلقنا وليس لنا أي دور أو فضل في هذا الخلق، فمنا من خلق سليما معافى ومنا من خلق لحكمة لا يعلمها إلا الله فاقدا شيئا مما حظينا به – لله ما أخذ ولله ما أعطى – وما افتقدوه لا يقلل منهم البتة فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع ومراعاتهم واجب وطني وإنساني من الدرجة الأولى، لا سيما أنهم يساهمون في بناء المجتمع جنبا إلى جنب مع إخوتهم الأصحاء، كما أن احترام القوانين الخاصة بهم دليل على رقي المجتمع وتحضره بحيث لا تكون تلك القوانين مجرد شعارات لا تطبق على أرض الواقع.
ولتعلموا أيها الأصحاء أن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ليست منة من أحد بل هي حق واجب، فالمطلوب تكريس جميع الخدمات وتذليل الصعوبات لهم ودعمهم ومساندتهم لحل قضاياهم ومشكلاتهم، وتقديرهم حق قدرهم والإحساس بمعاناتهم وعدم انتهاك حقوقهم أو تجاهلها فلهم حق الحياة بكرامة دون انتقاص، هم لا يطلبون شفقة أو عطفا هم يطلبون مد يد العون والثقة والتحفيز والإشادة ليحققوا الأفضل ويستمروا بقوة وعزيمة وإرادة، يستمدونها من تشجيعنا لهم ووقوفنا بجانبهم، نسير سويا لرفعة ونهضة وحضارة المجتمع، نضيء شعلة تملأ أرجاء المعمورة بنور يخبر الجميع بأننا جسد واحد نسهم في بناء وتطور وطننا، فتعلو الضحكات وتتعطر الأجواء بروح من الجد والاجتهاد والفرح والسعادة التي تعم الزمان والمكان ونبدد الأحزان إلى غير رجعة.
لم ولن ننسى أنكم لبنة من لبنات المجتمع ولا يحق لأحد أن يلغي أو ينكر وجودكم الفعال، فلهم أحلامهم وطموحاتهم وإبداعاتهم التي ترافقهم دوما ويعملون على تحقيقها بكل جدية، ومسيرتهم تزخر بالإصرار والتحدي، فقط علينا أن نعطيهم حقهم في الحياة وأن نؤمن بقدراتهم ليس تعاطفا بل جرعة ثقة وتقدير وتشجيع وحسن معاملة وعدم تهميش، فلنقترب منهم بقلوبنا وعقولنا ونحتضن أرواحهم بهمسات هادفة داعمة، ونربت على أكتافهم بيد حانية، فالحياة مستمرة ولن تنتهي بسبب احتياجهم، فلننزع من داخلنا نظرات الشفقة والسخرية ونستبدلها برحابة الصدر والتفهم لعقلياتهم دون إجحاف أو إنقاص لذاتهم، فكم من ذوي الاحتياجات الخاصة لهم من العطاء والقدرة على إثبات النفس وقوة العزيمة والإرادة تفوقنا نحن الأسوياء إلى حد كبير ولنتذكر قول الخالق جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ)، وليكن شعارنا نحن جميعا أسوياء.