وليد الدايل
برامج المسؤولية الاجتماعية في منظمات الربحية
مقدمة:
ظهر مفهوم المسؤولية الاجتماعية كمسمى له مدلوله الخاص نتيجة للعديد من المظاهر التي ميزت الساحة الاقتصادية الدولية والتي منها :
تفاقم الكوارث البيئية في السنوات الأخيرة وإهمال منظمات الأعمال لعلاج هذه الآثار السلبية لنشاطاتها على البيئة والإنسان واهتمامها فقط بالجانب الربحي بشكل أساس.
تزايد الفضائح الأخلاقية والقانونية وقضايا الفساد والرشوة في منظمات الأعمال الكبرى مما أصبح يهددها فقدانها لسمعتها وتشويه صورتها.
تزايد الوعي لدى جمهور العملاء والمستهلكين وحرص هذا الجمهور على معرفة كل ما يتعلق بأداء الشركة و طبيعة عملها و تأثيراتها على المجتمع و البيئة.
تزايد الضغط من قبل المنظمات غير الحكومية ومنها
منظمات حماية حقوق الإنسان، وحماية حقوق العمال، ومنظمات حماية البيئة، وغيرها من المنظمات التي رفعت راية الإنسانية والبيئية والأخلاقية هذه الضغوطات أثرت بشكل كبير على ممارسات وأنشطة منظمات الأعمال
أثبتت الأزمات الاقتصادية و المالية أن الحرية المطلقة لاقتصاد السوق تؤدي إلى مفاسد كبيرة سواء في المجال الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي لذلك فإن مفاهيم التنمية المستدامة و المسؤولية الاجتماعية من شأنها إعادة التوازن المجتمعي بين الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية والبيئية ومعالجة الهوة بين العوائد المالية للشركات وواجباتها تجاه المجتمع والبيئة والغير.
وقد تطورت مفاهيم المسؤولية الاجتماعية بشكل كبير
كما امتد نطاق هذه المسؤولية ليشمل أطرافا داخلية وأخرى خارجية، و تعتبر الموارد البشرية من أهم الأطراف المستفيدة و التي يتوجب على المنظمة أن تؤدي مسؤولياتها الاجتماعية تجاهها، و الالتزام المسئول تجاه المورد البشري يعتبر ضرورة من أجل تحسين الأداء الكلي بشكل عام.
أين المشكلة؟
تحتاج عملية نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية إلى غرسها في كل عامل في المنظمة، و لن يقتنع العامل بأهمية ممارسة برامج المسؤولية الاجتماعية للمنظمة و مساهمته فيها إلا إذا كان له نصيب كاف من هذه المسؤولية و استشعر أهميتها في حياته المهنية و من ثم أهميتها في المجتمع و البيئة و لدى أصحاب المصلحة ككل.
وعلى اعتبار أن الموارد البشرية هي طرف من أصحاب المصلحة الذين تتأثر بهم المنظمة و تؤثر عليهم، فإن على المنظمة الالتزام بسلوك مسئول تجاههم، و هذه المسؤولية لا تتوقف عند حدود التنظيمات الإدارية و التشريعات القانونية، بل تتعدى إلى أمور أخلاقية كثيرة متعددة الأبعاد.
وبغرض التعرف على سياسات و برامج المسؤولية الاجتماعية قمنا بصياغة الآتي :-
ما هي مظاهر و أشكال المسؤولية الاجتماعية
التي تمارسها المنظمة لمصلحة الموارد البشرية؟
منهجيتنا
اعتمدنا في الجانب النظري من البحث على الأسلوب الوصفي التحليلي، حيث تمت الاستعانة بالبحوث المكتبية من أجل التعرض للمفاهيم النظرية المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية.
أما في الجانب التطبيقي، فقد حصلنا على المعلومات انطلاقا من المواقع الالكترونية لبعض الشركات
حيث تتضمن معلومات كافية ووافية عن موضوع الدراسة
أهمية الموضوع
ليس من المقبول أن تهتم المنظمات بالتزاماتها تجاه الأطراف الخارجية مثل المجتمع و البيئة و تهمل مسؤولياتها الأساسية و الاجتماعية تجاه مواردها البشرية، فالاهتمام بالمورد البشري من شأنه أن يعزز من أدائها الاجتماعي تجاه باقي أصحاب المصلحة، كما أن التزامها المسئول تجاه العاملين يعتبر أيضا خطوة ايجابية لغرس ثقافة المسؤولية الاجتماعية في المنظمة ككل هذا من جهة.
ومن جهة أخرى
تظهر أهمية هذا الموضوع في التعرف بشكل عملي على تجارب الشركات تتميز في مجال إعداد و تطبيق نشاطات متميزة لممارسة المسؤولية الاجتماعية تجاه الموارد البشرية
و من خلال ذلك نعرض مجموعة من الأفكار و الممارسات المسئولة اجتماعيا تجاه المورد البشري لتكون معينا لكل المنظمات على وضع برامج مماثلة أكثر فعالية و تميزا
خطتنا
من أجل الإجابة على الإشكالية
تم تقسيم البحث إلى الأقسام:
أولا: الإطار المنهجي
ونتطرق من خلاله إلى تصميم منهجية الموضوع المقدمة ثم الإشكالية كما نتعرف على المنهج العلمي المستخدم وفي الأخير الخطة.
ثانيا: الإطار النظري
ونتعرض من خلاله للمفاهيم النظرية المتعلقة بـــ المسؤولية الاجتماعية تعريفها، نشأتها، مراحل تطورها، علاقتها بنظرية أصحاب المصلحة، أهميتها.
وبعدها نتطرق إلى:
مظاهر المسؤولية الاجتماعية على مستوى إدارة الموارد البشرية ونعني بها أهم السياسات و البرامج المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية و المطبقة لفائدة الموارد البشرية
ثالثا: الإطار التطبيقي
ونهدف من خلاله إلى التعرف على أهم سياسات و برامج المسؤولية الاجتماعية المطبقة تجاه الموارد البشرية ذلك في ثلاث شركات
رابعا: نتائج البحث والتوصيات