د.روان النمري
الضمير الذي نام ليصحو متأخراً عن موعد نهوضه وجدولة وقته في حضور الإجتماعات التي لابد ان يكون متأهباً لأي سؤال ماذا يحدث لليوم الذي تنسى أن توقظه ليرافقك بقية اليوم ؟؟ ماذا يحدث اذا أتى اليوم الذي يكون الضمير قد نام نومته الاخيرة ولم يصحو بعدها، تنعدم الانسانية!!.. هذه الكلمة قاسية جداً.. حدّ إتلاف العالم !
لِنُعرف الضمير في لغتنا فالضمير هو: ما يُضمِرهُ الإِنسَان فِي نفسِهِ ويَصْعُبُ الوقوفُ عليهِ ! كثير سهل عليهم الوقوف عليه والتلويح عالياً بل والقفز عليه و تعديه !! ..
للضمير أنواع مثله مثل أي شخص .. يتغير حسب الطقس أو عوامل التعريّة او قد تأتي كـهِبَة من الله:
صاحب " الضمير الحيّ" مُباركٌ هذا الشخص تجده في كل مكان ينطق بالحق فضميره صحوّ يخبرك بأنه دائماً موجود.
صاحب"الضمير الميت" ومشهد صغير عنه: يقبل توظيف ابن صاحبه والاخر لم يقبل بسبب أنه لايستوفي الشروط المطلوبة وهو الأحق بها .. فيقول له قفل التسجيل حصلنا على الافضل حاول مجدداً بعد سنة .. "خيبة ".
صاحب"تأنيب الضمير" هذا هو الجرس الذي يقرع مراراً لكنك لم تسمعه من المرة الأولى، كنت تتجاهله لتعضّ أصابعك ندماً قليلاً ثم تعاود فعل الخطأ مرة أخرى ..ففعل الأخطاء ان لم تردعها نفسك من المرة الأولى قد اتخذتها قراراً !
وهناك "مرتاح الضمير " هنيّ البال، راعي المزاج، الذي ينام وينسى الدُنيا فكلُ من عليها فان.
أما من يقف خلف الكواليس " الضمير العالمي " وهو الشعور الدولي المبني على الأخلاق والقيم المُثلى كما تنص عليها حقوق الانسان .. هذا الضمير كان خجولاً جداً من الظهور لدرجة أنه نسي حفظ النصّ وفشلت المسرحية وخرج الجمهور.
لا أعرف طريقة لأجعل ضمير الانسان صحواً ؟ الضمير الذي لايقف أمام نفسه في إتخاذ القرار بل يقف أمام العالم و يؤمن بأنه عندما يتخذ القرار فإنّ عيون العالم ستنظر إليه !! متأكده أن القرار الصحيح سًيُلوح يده ويقول : أنا هنا فَتّح عيونك !.
فكم من القرارات السنوية والشهريه واليومية التي تُتَخذ لصالح النفس وهواها أو لأسباب أخرى منها "محد يدري " أو "مشيها" أو "إنت تعرف فلان ..." أو عشان "خاطري" فقد تخاف حتى على نفسك من الموت أو ستتدهور حياتك اذا "ماسمعت الكلام".
فماذا جرى اليوم حتى فسد الميزان وانقطع النظام واضطرب الصف .. لماذا انصرف رؤساء ووزراء البلد عنها وزهدوا فيها وتجمعوا في المقاهي لشرب القهوة والشاي والتسلي بحديث الماضي وعن الحلول التي وجدوها لحل أزمة العطالة وعن السياسة وعن نص الواتس اب المفقود جزء منه .. لمماذا لم ينبهم ذاك الضمير عن الإهتمام بأمور الأمة وهي في أخطر عهد عرفه تاريخها؟
إني أسأل وأنا أعلم أن سؤالي سيبقى بلا جواب ! .
التعليقات 2
2 pings
Prince Thamer
18/01/2016 في 11:38 م[3] رابط التعليق
بالفعل كما ورد في المقال :
موت الضمير = انعدام الانسانية
مقااال جدا جميل ، سلمت اناملكِ يا دكتوره روان ?،،
W
19/01/2016 في 12:07 م[3] رابط التعليق
أليمه لأبعد الحدود .. بالتوفيق د.روان ❤️