علي أحمد معشي
كلنا مستاؤون من تجاوزات الأشقاء العرب في اللفظ والفعل ضد بلادنا وحق طبيعي لنا أن ندافع ونرد على كل الألسنة القذرة التي تحاول النيل من سيادتنا والتقليل من دورنا في خدمة القضايا الاسلامية والعربية ولذلك يجب علينا التعامل مع هذه الأحداث بعقلية ذكية واعية كي نحصل على نتائج ايجابية ولا نساهم في منح المتسلقين سلالم من ذهب يصعدوا عليها ليشوهوا ثوب بلادنا الناصع بالعطاء .
ومن هنا أود الاشارة إلى بعض النقاط الهامة في هذا الصدد وهي على النحو التالي :
أولاً : يجب أن نحدد الجهات التي لها مصلحة في نشر الأكاذيب وترويج الشائعات المغرضة عن بلادنا السعودبة وهي الجهات التي واجهتها السعودية بقوة وكشفت زيفها ومخططاتها القذرة ضد الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص وهي ايران وقطر وأعوانهم .
ثانياً : يجب أن نعلم أن الحرب القائمة في الاعلام بشتى وسائله وبرامج التواصل الاجتماعي هي الحرب الأكثر تأثيراً على الرأي العام والعالمي وإن تلك الجهات التي انكشف زيفها هي من تجند آلاف الحسابات الوهمية ذات المسميات المستعارة لتبث سمومها وافتراءاتها وتنشر التحريض نيابة عن أصحابها بمقابل مادي وشراء ذمم وإغراءات متنوعة .
ثالثاً : من المهم معرفة أن قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى هي قضية اسلامية وقضية مقدسات الأمة وليست قضية الفلسطينين وحدهم بل هي قضية الأمة وقضية الاسلام ولذلك كانت بلادنا منذ نشأتها حريصة أشد الحرص على الدفاع عن فلسطين ومقدسات المسلمين وحفظ الإرث الاسلامي العظيم الذي ورثناه عن الأنبياء والرسل حيث مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أمَّ فيه الأنبياء في رحلة الاسراء والمعراج الثابتة في كتاب الله تبارك وتعالى ، ولذلك لا يجب أن تمنعنا أو تعيقنا كل تلك الهجمات الشعواء من الاعلام المعادي المغرض الحاقد عن قضيتنا وقضية كل المسلمين بل يجب أن نستمر في دعم الفلسطينيين الشرفاء المخلصين لقضيتهم والصامدين في وجه الكيان المحتل عبر السنين الطويلة الماضية وليس أولئك الذين تركوا قضيتهم وبلادهم ولم يقدموا لها شيئاً يذكر سوى الكلمات الجوفاء والشعارات الخرقاء والتطاول على السعودية التي لا يستطيعون أن ينكروا فضلها عبر السنين وجهدها ودعمها وبناءها وتعميرها في كل مرة يجتاح فلسطين عدوها الصهيوني الغاشم وان أنكروا بألسنتهم وجحدوا بقلوبهم لكن الحقيقة الواضحة أنهم يعلمون ذلك علم اليقين .
رابعاً : لا بد أن نعلم ويعلم الجميع أن لغة الأرقام لا تكذب وعند استعراض الأرقام سنجد أن بلادنا الخضراء سعوديتنا العظيمة أنفقت من أجل فلسطين أضعاف ما أنفقته الدول العربية مجتمعة وأما عالمياً فالسعودية تحتل الرقم (١) في قائمة الداعمين والمانحين للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وقد قدمنا على كل المستويات مادياً ومعنوياً وعسكرياً ، بل أن أحد ملوكنا قدم روحه شهيداً من أجل فلسطين وهو الملك الشعبد فيصل بن عبد العزيز رحمه الله وطيب ثراه ، وهذه الأخيرة لا يستطيع أحد أن ينافسنا فيها .
خامساً : وأخيراً : من المهم جداً أن يتناول الجميع وبالأخص الاعلام السعودي قضية المناوشات الاعلامية الراهنة بذكاء وبأسلوب راقي على المستوى الرسمي والشعبي ومن خلال المعرفات الشعبية والحسابات الخاصة فلا تكون الردود بذيئة ولا معتمدة على الرد بالمثل من الشتم والسب والانتقاص بل بجب أن نظهر الدور الحقيقي لبلادنا والوجه الجميل الذي عرف عنا وابراز دور وطننا من خلال الحقائق والبراهين والأرقام في قوالب راقية من المنشورات والمقالات واللوحات البيانية والمقارنات الاحصائية الرسمية ، لأن المواطن العربي لا زال يحتاج إلى مزيد من الجهد ليكون باحثاً عن الحقيقة بنفسه بعيداً عن التأثر بالشائعات ولا زال تحركه العاطفة أكثر من العقلانية ولذلك لابد من ايضاح الحقائق بأدب وذوق ليميز الله الخبيث من الطيب .
كما أنتا نستطيع أن نصنع الكثير بمجرد أن نمنح أنفسنا فرصة التعامل بالمنهج الاسلامي والقرآني ولا تأخذنا العصبية ولا تستفزنا الغوغائية من قبل من كشف الله سترهم وبين زيفهم وهم يناصبوننا العداء بلا سبب غير أنه حسداً من عند أنفسهم وسيجعل الله عاقبتهم وبالاً عليهم وعلى الخائنين والغادرين تدور الدوائر .
أعز الله الاسلام والمسلمين وحفظ بلادنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين .