محمد حسن جبران الفيفي
ذكرتني نافورة محافظة فيفاء التفاعلية وما صاحبها من صخب إعلامي يصفها كأحد المنجزات التاريخية لبلدية فيفاء بنافورة شمشون ( سانت بطرسبرغ - روسيا ) التي تُعد منْ بين أفضل عشر نافورات تفاعلية على مستوى العالم والتي شيّدتْ عام 1730 م أي قبل نافورة فيفاء بحوالي ثلاثة قرون - 288 عام فقط - والتي تصور لحظات دموع شمشون بين فكي الأسد كرمز لانتصار روسيا على السويد في الحرب الشمالية العظمى ولعل نافورة فيفاء تسير بنا على خطى نافورة شمشون وتكون رمزاً لانتصار مملكتنا في حربها على الحوثية في اليمن، -ولِمْ لا - فربما نباهة بلدية فيفاء وثقافتها هو ما دعاها لاختيار هذا التوقيت للإعلان عنْ هذا المنجز العظيم وخصوصاً وأنّ بلدية فيفاء الموقرة ربما، وأقول ربما ومنْ خلال نظرتها الثاقبة ترى بأنّها قدْ استكملت جميع مشاريع البنى التحتية - والتي منْ خلال معرفتي واطلاعي بها عنْ كثب أعلم أنها جميعاً متعثرة أو متوقفة - ولمْ يعد ينقص سكان فيفاء من الخدمات البلدية سوى اللمسات الجمالية والتي انبثقت عنها فكرة إنشاء النافورة وعدَّتها بلدية فيفاء سابقة تاريخية على مستوى المنطقة كما وصفتها إعلامياً .
وأقول لبلدية فيفاء الفاضلة أنّا لست ضد إنشاء نافورتكم التاريخية ولكن أرجو أنْ لا تلحق بركْب مشاريع فيفاء الأخرى التي مرتْ عبْر نفس السيناريو من الإعلان والنماذج والصور والعروض المرئية والمسموعة وقد مضى على موعد إنتهائها أكثر من ثلاثة أعوام وللأسف لمْ تَرَ النور إلى الآن فضلاً عنْ إلغاء بعضها.
ولعلّي أُذكر بلديتنا الموقرة بأن مكان إنشاء نافورتهم المزمع تنفيذها هو ذاته مكان المنتزه الذي تمّ إلغاؤه تماماً والذي كان من المفترض التنزه فيه قبل ثلاثة أعوامٍ من الآن .
وختاماً رسالتي لبلدية فيفاء كفى عبثاً بمشاريعنا التنموية واحترموا عقولنا وأرونا الملايين التي صرفت من ميزانية الدولة لخدمة المواطن على أرض الواقع وليس حبراً على ورق فالبلدية التي تعجز عنْ سفلتة طريق مدرسة حكومية لا يتجاوز طوله الثمانمائة متر لأكثر منْ عامين منذ افتتاحها تجعلنا نشكك في قدرتها على تحقيق وعودها الحالمة ويا ليتكم فقط تنجزون ما عطّلتموه بين أيديكم من مصدات لطرق فيفاء التي حصدت أرواح الأبرياء وآخرها ليلة رأس السنة بثمان وفيات -رحمهم الله - وبعد ذلك سيروا على خطى أيّ نافورةٍ تحبون حتّى لوكانت نافورة سوارو فسكي بالنمسا ونحن معكم .