أسماء الفقيه
لقد عظم الإسلام العلم والتعليم ورفع الله العلماء وأعلى شأنهم وامتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم المعلم حتى من الكفار وجعل الحرية وإطلاق سراحه من أسر المسلمين مكافئة له.
ونحن اليوم نأسر المعلم بكثرة التعاميم التي تقيده حتى أصبح المعلم أداة تلقين فقط، يقول أمير الشعراء في زمانه : "قم للمعلم وفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا"
فماذا سيقول رحمه الله لو رأى حال المعلم اليوم وهو بين مطب وزارة التعليم وحفرة ولي الامر، لا أعلم لماذا تتجاهل وزارة التعليم حقوق المعلم وتضيق عليه ثم تطالبه بالإبداع والإنجاز وتحاسبه على الاخفاق ؟!
فمثلا من أعجب التعاميم التي أصدرتها الوزارة "رخصة المعلم" المضحك المبكي أن من يقرأ مصطلح "رخصة المعلم" يعتقد أن المعلم وافد من خارج الوطن وقد دخل البلد بتاشيرة دخول.
أتعجب كثيرا من وزارة التعليم ومطالبتها بهذة الرخصة أليس هذا المعلم من درس في مدارس الوزارة وتخرج من جامعاتها وتلك الوثيقة الا تكفي لتثبت لوزير التعليم وزارته أن المعلم لديه الصلاحية والرخصة لمزاولة مهنة التعليم ؟!
ألم يمر بعدة اختبارات ورقية وميدانية حتى يتخرج ويصبح معلم ؟! هل أصبحنا نشكك في مخرجات مدارسنا وجامعاتنا ؟! لماذا لم نطلب رخصة من المبتعثين للخارج أو الوافدين للبلد لمزاولة مهنهم ووظائفهم داخل بلدنا هل أصبحنا نؤمن بقدرات الغرب ونشكك في قدرات وطننا؟
والإعجاب من هذا أن يصدر معالي الوزير تعميم يجعل احقية نقل المعلم من مدرسته بيد ولي أمر الطالب !! فبعد أن كان المعلم هو المربي والمعلم أصبح بلا هيبة ولا تقدير.
كنا في زمن يعلموننا أن المعلم أو المعلمة هم في منزلة الأب والأم وأن المدرسة هي البيت الثاني كان المعلم ابا و معلما ومربيا كانت وزارة التعليم تسمى وزارة التربية والتعليم وفعلا لكل نصيب من اسمه.
أما اليوم فقد ضاعت هيبة المعلم وضاع دورة في التربية حتى أصبح بعض الطلبة والطالبات يتجرأون على المعلم والمعلمة لدرجة تصل إلى التلفظ بكلام غير مؤدب وربما تصل للضرب والطعن.
من المسؤول عن مشاكل المدارس وتسيب الأجيال وخلق فجوة بين المتعلم والمعلم من المسؤول عن خلق معلم كل همه أن ينهي منهجه ويستلم راتبه.
من المفترض أن تعمل الوزارة على تطوير البلد بخلق الألفة بين قطاعات التعليم وأفراد المجتمع فبدل المطالبة برخصة المعلم أعط المعلم حقه في الدرجة المستحقة والتأمين الطبي وبدل سكن للمعلمين المغتربين وحساب سنوات الخبرة أيضا عمل دورات لتنمية وتطوير أداء المعلم والعملية التعليمية أيضا توفير مدارس نموذجية ومناهج صحيحة وسليمة كل هذا من شأنه أن يخلق معلم واعي راضي يؤدي عمله بكل حب لمدرسته ورؤساءه وطلابه .