هنوف الثقفي
أصرخ صرختي الاولى فيضحك أبي، وتبتسم أمي، يتسع العالم بعيني، ويضيق عليهم أن حزنت، يحضن أبي أذني الصغيرة مردداً فيها ( الله أكبر ، الله أكبر ) فينجلي عني كل خبث ، ويفتح لي أفاق السماء ..
يضمني قلب أمي سنه تلو الأخرى حتى أرتوي حبا، يعلمني أن لا أتوقف، أن أعطي رغم حاجتي، أن أضحك رغم تعاستي، تعلمني أمي العطاء، والسخاء، وحسن السمت، والوفاء.
وبعدها، كبرت فأصبحت هنا أعمل وهناك أنجز، ونسيت أمي، نسيت أبي، تكالبت علي أمور الدنيا الباهته، فعكفت عليها أعمل وأعمل، ونسيت أبواب للجنه تحضننني، تدلني على حسن الطريق، وتلمني بصدق لامثيل له.
أعتذر ياأمي، فأنتي حبيبه السماء، وروح الارض، وأم الامل والعطاء، أعتذر ياأبي .. فقد صب الله حبك فيني صبا، حتى ارتويت، ولكني بشر مهما حاولت الوصول للبر الكامل نقصت ..