محمد الزحيمي
إن مأساة الطفلة اليوم بباص الروضة بمحافظة القنفذة ليست وليدة الصدفة أو حادث عرضي يدفع ثمنه سائق ربما أهمل، أو روضة ربما أيضا لا مبالية ، أو مدير تعليم يقضي ثلاثة أرباع العام الدراسي مابين الطائرات والسيارات يلبي نداءات اجتماعاتكم أو اللقاءات أو. ..سموها ماشئتم!
لم تعد سياسة البحث عن كبش فداء تجدي نفعا ، فقد فنيت الكباش في آتون محرقة امتدت إلى نصف قرن هو عمر وزارة التعليم.
ما حدث للطفلة هو نتاج طبيعي لسلوك لطالما حذرنا منه ،وتوجه انحرف عن المحور الحقيقي الذي من أجله وجدت وزارة التعليم وهو الطالب!
الطالب يعني الاهتمام بتعليمه!
الطالب يعني الاهتمام بسلامته!
الطالب يعني الاهتمام بصحته!
الطالب يعني الاهتمام بسلوكه وتربيته!
الطالب يعني الاهتمام بنموه النفسي!
الطالب يعني الاهتمام بنموه الجسدي وسلامة غذائه!
الطالب. ...والطالب. ...ووو
أين أنت ياوزارة التعليم من ذلك؟
انجرفت وزارة التعليم خلف سراب الجوائز الدولية وانتقلت عدواها لمدارسها من الآيزو وأخواتها إلى كل اختصارات حروف الإنجليزية لمؤسسات وجهات لا نعرف منها إلا اختصاراتها!
انجرفت وزارة التعليم خلف معايير الأداء فانشغلت بملأ استمارات إلكترونية ،واشغلت المدير والمعلم بحل كلمات متقاطعة لا علاقة لها بالطالب والواقع من قريب أو بعيد!
لا توجه واضح المعالم لوزارتنا، لا أهداف محددة أو أدوات ثابته، فقط أهداف وجدانية يتكرعها لنا من جلس على كرسي الوزارة تنتهي برحيله!
وزير يجعل النشاط إلزامي لما له من أهمية؟ انتهاء عام دراسي ورحل الوزير والمدارس لليوم لايوجد لديها منهج أو تلميحات حتى عن ماهية النشاط! فقط ساعة زيدت على كاهل المعلم والطالب وولي الأمر زينت بها غالبية الجداول المدرسية كذبا!
درسوا الإملاء. ...احذفوا الإملاء. ..درسوا الخط. .احذفوا الخط، النشاط جزء مكمل للحصة والمنهج لا ينفصل عنه. ...لا اجعلوا للنشاط حصة منفصلة في الثانوية، ،انتظروا اجعلوا للنشاط ساعة مستقلة كل يوم ..!
لايوجد مشروع أو برنامج في وزارتنا أو خطة دراسية صمدت أكثر من خمس سنوات !
ستون عاما ونحن محبوسون في زجاجة التجارب المدورة!
أخذنا كل تجارب المعمورة. ...فادخلنا النقانق التي لا نعرفها في مناهجنا. ...وحذفنا الضمات، وزودنا مدارسنا بالسبورات الذكية، والحواسب ونور وفارس وماجد وكل شخصيات الأفلام الكرتونية. ..!
ونسيت وزارتنا في خضم ترتيبات العرس التربوي هذا، أن تحضر العريس. ...الطالب !!
أين الطالب ياوزارة التعليم من هذه الجلبة في التعليم ؟
لقد تبعت إدارات التعليم خطاكم ولاهم لها إلا رضاكم !
وانطلق من في وصايتها من قادة ومعلمين يمشون خلف الركب، الصغير في تبعية الكبير لسان حالهم يقول " امشوا واصبروا على وزارتكم حتى يتغير الوزير. ..!!
معالي الوزير لن يكون كبش الفداء حلا لما حدث اليوم بروضة القنفذة سمينا كان أو عجيف!
الحل هو أن تعود وزارة الطالب للطالب تباشره تقف على احتياجاته التعليمية ومتطلباته العصرية، بعيدا عن معايير لا يقرأها إلا الكمبيوتر ولا يبحث عنها إلا العم جوجل! معايير الأداء لا أرى أنها جنبتنا ضعف السلامة المدرسية !!
أعيدوا وزارة الطالب له، أطلقوا سراح القيادات التربوية والمعلمين من زجاجة التجارب وكسروا قيود منظومات الأداء التي أدمت معاصمهم وعزلتهم عن أهم مافي العملية التعليمية. ...الطالب !!
وليكون شغلهم الشاغل الطالب نفسه. ...
عندها ستختفى كل هذه الحوادث العرضية التي سببها بعدكم جميعا عن الطالب !
التعليقات 14
14 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالرحمن
13/03/2019 في 1:50 ص[3] رابط التعليق
مقال المفترض ان يكون وصيه لوزارة التعليم التي طالما اولادنا هم ضحايا التعليم قبل كم سنه في جده واليوم في القنفذة اسأل الله ان يتغمدهم بواسع رحمته اهل ضحايا التعليم لا يريدون منكم تعزيه يريدون حلا لهذه الكارثه من كوارث التعليم اولادنا امانه ياوزارة التعليم .
اشكرك على مقالك استاذ محمد
أبوياسر محمد النعمي
13/03/2019 في 4:31 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل استاذ محمد لكن هل توجد آذان صاغية تسمع وتعي وتنفذ.؟
ابراهيم الحمودي
13/03/2019 في 1:43 م[3] رابط التعليق
لقد اسمعت اذ ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ..
ابراهيم الخيري
13/03/2019 في 8:05 م[3] رابط التعليق
نعزي أخونا وزميلنا الاستاذ حسين في مصابه الجلل نسأل الله أن يلهمه الصبر والاحتساب وأن يعوضه خير
احمد الغامدي
13/03/2019 في 11:35 م[3] رابط التعليق
الخطاء في التعليم لا مقصود وانماهو منهج مفقود . استراتيجية تعاقب عليها الكثيرون من التربويين ان صدقت التسميه استراتيجية مفقوده يتمنون أن يحتضنوا الطالب . ولكنهم يتلعثمون من اي باب بلجون تعددت المخارج بتعدد الاستقطابات .فهذا يريده طالبا عربي وذاك يريده غربي وآخر يريده أوروبي وخامس يريده صيني وهكذا دواليك . فإذا فقدت الرويا بحثو عن متسابق جديد يبدأ من جديد ويعلقون بحلقه تلك الاستراتيجيه ويطلبون من اول السباق وكسابقه لايصل المخرج ولا يحصل على خراج . اللعبه خطيره والايادي قصيره . ولن يفيد مسالة منير ومنيره .. الموضوع ذا شجون ولكن الوقت يتلبسه مجنون ..فجن الوقت وجن المجنون .تحياتي
حسن علي الغبيشي
14/03/2019 في 12:16 ص[3] رابط التعليق
في مثل هذه الامور لا يمكن ان نحمل جهة ما المسؤولية كاملة واقصد هنا الحلقة كاملة بدأ من الوزير وانتهاء بسائق الحافلة
فكل لدية عمل ومسؤولية
اخي محمد .. طليعي عندما تغيب الأمانة .. حتماً تحل الكوارث
رحمه الشريف
14/03/2019 في 2:13 ص[3] رابط التعليق
فعلا لم يعد التعليم سوى برامج غير هادفه ومنضومة كاذبة ومزيفة بعيده كل البعد عن تعليم الطالب والطالبة اين التعليم الهادف اين هي مخرجات التعليم السليمة سوى ضحايانا في الجهل والموت والذي كاد ان يكون الموت السنوي والذي يروح ضحيته طفل طفله او طالب او طالبة لاذنب لهم سوى ان المعلمين مشغولين في مايسمى زيف الحفلات والبرامج وتركنا فلذات القلوب في متاهات الساحات المدرسية والفصول الفارغة يتخبطون وحدهم في حيره من امرهم
ابو فارس
14/03/2019 في 7:21 ص[3] رابط التعليق
اخي الكاتب الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلة وزارة التعليم ان جميع القيادات من الوكلاء والمستشارين المحيطون بالوزير وجميع مدراء التعليم و المساعدين من المعلمين وليس من الادارين الذين درسوا عالم الإدارة لان تنجح التعليم وسبب لابد من كل شخص يعمل في تخصصه لنظر وزارة الصحة بعد ما تم تغير مدراء المستشفيات ومركز الصحة من الأطباء الي الادارين وممن يحملوا تخصصات ادارة المستشفيات بعد التغير
أبو أيمن العمري
15/03/2019 في 1:39 ص[3] رابط التعليق
تلك هي عين الحقيقة
التميمي
16/03/2019 في 10:50 ص[3] رابط التعليق
وزارة الصحة جلبت متخصصون في الإدارة ولا زالت الأخطاء الطبية تقع يوميا ولا زال ضحيا هذه الوزارة بالمئات
ابحث عن من يدافع عن عوار الإجرائات في وزارة الصحة لاخفاء الشهادات المزورة وعدم وجود أسرة للمرضى في المستشفيات الحكومية
حسن الطيب
14/03/2019 في 7:54 ص[3] رابط التعليق
صدقت
محمد ابو مبارك
14/03/2019 في 9:07 م[3] رابط التعليق
لا تطلعون الطلاب والطالبات من مدارسهم في انشطة وبرامج خارج المدرسة. هذا الخل
Abu Aymen Omari
15/03/2019 في 1:51 ص[3] رابط التعليق
لا يأتي الإصلاح في التعليم إلا بالعمل الجاد المخلص لله أولا ثم لمصلحة الطالب بعيدا عن أدوات التنظير المفلسة من أجل إظهار الذات…فأحيانا نرى قادات تربوية و معلمين ينالوا شهادات التوفوق و الأوسمه من أعلى المستويات لمجرد ملفات و برامج أعدوها و هم من الجد و الأخلاص برآء.
مستشار تعليمي بالوزارة سابقا
15/03/2019 في 7:58 م[3] رابط التعليق
يالك من داهية عظيم
بكل براعة استطعت أن تبعد تعليم القنفذة ومدير التعليم من ميدان المعركة في قضية الطفلة المتوفاة اختناق في الباص .
لقد نجحت بامتياز في جعل كل النقاشات في إدارات التعليم والمجتمع التعليمي في الأسبوع المنصرم تنصب على الوزارة ودورها مع الطالب فافرغ الناس غضبهم على الوزارة ،ونجى المسؤلين عن قضية الطفلة من أقلام الكتاب ومن غضب المجتمع التعليمي.