حسين محمد معلوي
إندلعت الحرب الأهلية اليمنيه قبل اربع سنوات بسبب الخيانة الوطنيه التي تعرض لها اليمن من قِبَلْ ساسة اليمن وأحزابه وكثير من مشايخ القبائل والمليشيات المذهبيه العميله لإيران .. ومن ورائهم المتفرجون من أبناء اليمن وممن يدعون أنهم من النخب . إن جميع هؤلاء خانوا اليمن أرضاً وشعبا وتاريخا وحضارة وتراث . لقد خانوا ماضي اليمن وحاضره ومستقبله وتطلعات آجيال شعبه في حياة حرة وكريمه ذات تقدم ورقي واستقرار .
إن ما نراه اليوم من سوء الأوضاع اليمنيه سببه اليمنيين أنفسهم وليس غيرهم ... هم الذين رضوا بقيادات فاسدة أو عميله تناحرت فيما بينها وأجَّجَتْ صراع الفساد وليس تنافس البناء .. وكل ذلك من أجل الإستحواذ على الجاه والسلطة والنفوذ ونهب المال العام حتى وصلت الأوضاع الى ما وصلت اليه .
- لقد قام الرئيس اليمني السابق علي صالح (مثل بشار الأسد) بأسوأ خيانه يمكن أن يقوم بها رئيس دولة ضد بلاده . إنه هو ألذي أنشأ جماعة الحوثي الإثني عشرية المذهب حتى لا يتحول الشعب اليمني الى شعب سني بالكامل حسب زعمه رغم أن المذهب الزيدي أقرب المذهب الى اهل السنه ولا يسب اتباعه الصحابة ولا يوألهون احدا غير الله أو يشركون به جل في علاه ، بل إن أتباع المذهبين الشافعي والزيدي عاشوا قرونا لا خلاف بينهم ولا شقاق . إن علي صالح هو الذي حافظ على الحوثيين من الإنقراض منذوا الحرب الأولى عندما أطلق سراح أفاعي الحوثيين من السجون بعد هزيمتهم عام (2004 م) ، وهو الذي خطط لاستخدام الحوثيين والقاعده لتهديد دول الخليج وخاصة السعوديه التي خان العهود والمواثيق معها رغم إنها اكثر دولة على وجه الأرض قدمت لعلي صالح ولحكومته ولشعبه من العناية والرعاية والمساعدات بكل أنواعها ما عجز ويعجز الآخرون عن تقديمه مهما ارتفعت أصواتهم ونشطت أبواقهم ، وكل ذلك موثق بالتواريخ والأرقام .
- لقد استخدم علي صالح وحزبه جماعة الحوثي لضرب نفوذ مشايخ القبائل وأخصامه السياسيين لِيُقوِّي نفوذه ليتمكن من استخلاف إبنه أحمد من بعده وكأن (٣٣) عاما لم تكفيه لحكم اليمن . كذلك خطط صالح لضرب الجيش اليمني بواسطة الحوثيين حتى خسر الجيش ما يزيد على (60000 )( ستون ألفا من خيرة شباب اليمن بحيث لا يبقى على الساحة سوى حرسه الجمهوري الموالي له والمكون من اكثر من ( ٢٣ ) لواء ميزانيتهم تعادل ميزانية جيش حديث بأكمله . إن علي صالح والمتحوثين من حزبه هم من قاموا بخيانة دول الخليج وخيانة الشعب اليمني عندما أفسدوا مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجيه وإجماع الشعب اليمني ، وهو الذي تحالف مع الحوثيين وإيران وفتح لهم ابواب صنعاء يسانده بشكل قطعي المتحوثون من قادة حزب المؤتمر الشعبي ومشائخ هواتف العمله ، والعميل الخائن وزير الدفاع السابق محمد ناصر أحمد ... وسرد الحقائق عن هذا الرجل يطول . كان علي صالح يقول " إن الحوثيين خبزه والعجين " فإذا بهم يعجنونه بدمائه بتصفيته جسديا بطريقة مهينه ولم يشفع له بأنه كان حليفهم وحليف إيران الذي فتح لهم ابواب اليمن كله .
- اما أحزاب اليمن وساسته الآخرين دون استثناء فهم اصحاب منافع .. صفاتهم الكذب والنفاق والإنتهازيه... لتأمين منافعهم ومصالحهم على حساب الشعب اليمني الذي شُرْذِم ، وعلى حساب خلاصه من النفوذ الإيراني والمخططات الأجنبيه والدويليه. لقد كانت جميع الأحزاب اليمنيه وعلى رأسها حزب الإصلاح والإشتراكي والناصريين والحراك الجنوبي والبعثيين وجميع الأحزاب الأخرى مسايرة للحوثيين وتؤمن بما إدعاه الحوثي فيما عرف بمظلومية صعده ولَم يتحرك أي من هذه الأحزاب لنجدة أهالي قرية دماج أو أهالي عمران أو غيرها من العزل والقرى والمدن بسكانها الذين أبادهم الحوثي وأخرجهم من ديارهم فسلط الله الحوثي على هذه الأحزاب المتخاذلة في عقر دارها بصنعاء وفروعها واتباعها في كافة ارجاء اليمن ... وكما تدين تدان .
- إن مشكلة أهل اليمن أحزابا ومواطنين وساسة وقاده وأتباع أنهم لا يتعاضدون أبدا فكل حزب يريد أن يكون هو قائد الدولة والمجتمع ( كما فعلت احزاب البعث في سوريا والعراق ) . إن كل شخص ممن يعتقد بأنه من الساسه يدعي بأنه هوالزعيم والقائد الملهم صاحب النفوذ والهبات والعطايا . الكل يتمنى لو أن الجن قد إختطفت إبن وطنه الآخر لتقضى له الساحه أو لو ان الحوثي قد أباد الآخر ، وقد فعل الحوثي بهم ما أرادوه ببعض .. ولعل أكبر وآخر دليل على ذلك ما حدث لقبائل حجور الذين إستفرد بهم الحوثي وتركتهم الشرعية الفاشله والأحزاب الخائنه والقبائل المجاوره لأنهم ليسوا من حزبهم وليسوا من شيعهم .
- اما الحكومة الشرعيه فهي الحاضرة الغائبة ولعل من اكبر أدلة مرضها السريري وفشلها أن قوات المنطقة الخامسه التابعة للشرعيه والتي تضم (٢١ ) لواء كانت تبعد فقط (٢٠) كلم وربما اقل عن منطقة المعارك بين قبائل حجور وميليشيات الحوثي ومع هذا لم تتحرك هذه القوات لنجدة قبائل حجور في مديرية كشر وعاهم ، رغم صمود هذه القبائل ( ٦٠) يوما في وجه الحوثي وتكبيده خسائر كبيره !!! .. وبهذا العار الذي ارتكبته الحكومة الشرعيه بعدم تحرك قواتها للإنضمام الى المقاومه في كشر فقد أيقنت القبائل اليمنيه بأن الرئيس عبدربه منصور هادي وجماعته عاجزين ولا يرجى منهم نصرة لشعب ولا حمية لأهل ولا تحريرا لأرض ... لقد أضاعوا مئآت الفرص للقضاء على الحية الرقطاء التي رأسها في صعده وذيلها في طهران وهنا يصل المراقبون والمحللون الى قناعه تقول بأن الخيانة تجري في عروق الساسة المتنفذين اليمنيين كما يجري الدم في العروق وشواهدها عبر التاريخ كثيرة وكثيرة جدا ، إلا إنني استثني شرفاء اليمن وهم فئة قليله صدقوا الله ما عاهدوا عليه وتجدهم الآن في ميادين الوغى وساحات الشرف والفداء طالبين للشهادة دون اليمن شعبا وارضا وتاريخا وحضاره يقارعون جماعة الحوثي وأتباعه الذين يسميهم الحوثيون في أدبياتهم ومعتقدهم الديني بالزنابيل الخدم للقناديل ( اَي الساده الحوثيون الهاشميين كما يدعون ) ويقارع أولئك الشرفاء الأبطال حزب الشيطان والحرس الثوري الإيراني إن من يساند أبطال اليمن الشرفاء بعد الله التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعوديه التي تبذل كل جهد لانتشال اليمن من مأزقه للحيلولة دون وقوعه في يد إيران بسبب مارتكبه الخونه من ساسة اليمن وأزلامه والذين نشاهد بعضهم على وسائل الإعلام المعاديه ساخطين على التحالف خدمة لإيران وأعداء الأمه . إن السعودية تدرك بأن سقوط اليمن في أيدي ايران وعصاباتها هو السقوط في الهاوية بالفعل وهو المرض الذي ليس له علاج وهذا ما لن ترضى عنه السعودية أبدا لأنه يجعل اليمن ولاية إيرانيه تحت شعار وحكم الولي الفقيه .
اللواء الركن متقاعد
حسين محمد معلوي
قائد حرب درع الجنوب ضد الحوثيين عام (٢٠٠٩) م .
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
مازن
19/03/2019 في 7:51 م[3] رابط التعليق
الله المستعان يا اهل اليمن، لو وقفتو مع الله و نصرتوه لينصركم الله سبحانه على الحوثي و اذناب الفرس و لكن غرتكم الدنيا. و لا اعمم فمنكم الرجال الشامخه الذين لازالو يقاتلون و صامدون و لهم من الدعاء اخوننا اليمنيين الأوفياء لدينهم و وطنهم.
مقال رائع و صورة كاملة لتواتر الاحداث سعادة اللواء حسين و انت ممن قاتل بسلاحه و قلمه وفكره خدمة للدين ثم المليك حفظه الله و الوطن
محمد
19/03/2019 في 7:58 م[3] رابط التعليق
الله يطفي هذه الفتنه على خير و يحفظ بلاد المسلمين و عباده الصالحين وبارك الله فيك ابو محمد على ما كتبته و الامل ان شا الله بعودة السلام لليمن و حكومة خالية من اتباع حزب اللات
العرجاني
19/03/2019 في 8:03 م[3] رابط التعليق
بلاهم منهم فيهم شيوخ قبايلهم
ل م / حسين المنقاح
19/03/2019 في 11:49 م[3] رابط التعليق
هذا هو المختصر المفيد الواضح الشافي الكافي
حسبنا الله عليهم ونعم الوكيل
أبو فهد الفيفي
20/03/2019 في 3:17 ص[3] رابط التعليق
كلام في الصميم ، صح لسانك وسلمت أناملك ،
والله ياعزيزي أن الغالبية عارفين ومدركين الأمر .
لكن مالحل طال عمرك ؟ ومنهم الشرفاء اللذين يجب
علينا وعلى الشعب اليمني الشقيق أن نعول عليهم ؟
عبدالرحمن الغرابي
20/03/2019 في 8:46 ص[3] رابط التعليق
كل ماورد في هذا المقال من واقع مر ومن أحداث ومن مرفقات ووصف دقيق لأحداث اليمن بداية وحتى النهاية لن يأتي من مؤسسة إعلامية أو حتى جهة رسمية أكثر مما أورده اللواء حسين معلوم فهو الخبير العسكري والسياسي في آن واحد وهذا المقال مصنفه بأنه أهم وثيقة يجب الرجوع إليها عندمعرفة أحداث اليمن فهي مفصل ومبوبه وتحتوي على النقاط والأسباب وتعطي منافذ وطرق للحل اذا وجدت العقول المستنير دعما فشكرا لك على هذا الإعلام والرؤية الثاقبة
الغربي
20/03/2019 في 8:50 ص[3] رابط التعليق
كل ماورد في هذا المقال من واقع مر ومن أحداث ومن مرفقات ووصف دقيق لأحداث اليمن بداية وحتى النهاية لن يأتي من مؤسسة إعلامية أو حتى جهة رسمية أكثر مما أورده اللواء حسين معلوم فهو الخبير العسكري والسياسي في آن واحد وهذا المقال مصنفه بأنه أهم وثيقة يجب الرجوع إليها عندمعرفة أحداث اليمن فهي مفصل ومبوبه وتحتوي على النقاط والأسباب وتعطي منافذ وطرق للحل اذا وجدت العقول المستنير دعما فشكرا لك على هذا الإعلام والرؤية الثاقبة
عبدالله ال ملاهي
24/03/2019 في 8:38 م[3] رابط التعليق
مقال رائع كما عهدناك ابا محمد
قائد وخبير ومحلل عسكري معاصر
اسأل الله ان ينصر اليمن من الخونة والحوثه