ربما بوعي أو بغيره وفي ظل الاصطفاف الإقليمي على أيامنا هذه يدَّعي بعض الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي إذ يروجون إما مدحاً أو قدحاً لسعي حزب العدالة والتنمية التركي وأتباعهم من فلول خونة أوطانهم لتهيئة المشهد العام كي يمنح زعيمه الرئيس التركي أردوغان لقب(الخليفة)..!!
مع أن تاريخ السلطنة العثمانية البائدة يؤكد أن سلاطينها من آل عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاة أسلاف (العثمانيين الجدد) لم يحرصوا علي ذلك وتشبثوا بلقب السلطان ومَهَروا به فرماناتهم ومراسلاتهم.كقولهم (سلطان البرين والبحرين..) !!
وعندما آل أمر السلطنة العثمانية الميتة سريرياً لكمال أتاتورك (أبو الأتراك) بالانقلاب العسكري لضباط من أصول يهودية من يهود الدونمة اليونانية. وفي عام 1924م عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى بست سنوات قام أتاتورك الذي تُزِّين صورته مكتب السيد أردوغان بإنهاء وجود هذا اللقب المزعوم وغير المستحق ديناً وعُرْفاً ومنع تداوله ومحا كل عمل أو وسيلة تذكر به وأسس الجمهورية التركية العلمانية السائرة على دستوره إلى يوم الناس هذا .!
فقطع بذلك قول كل (طامِح ومُتوتِر ومُفسبك ومُشخبط) .!!
ولذلك على نشطاء التواصل الاجتماعي وإعلام مع الخيل ياشقرا دون وعي وبصيرة، الكف عن منح هذا اللقب (الديني) لكل مدّعٍ ، والذي من شروطه الأساسية ان يكون الخليفة للمسلمين المتفق عليه عربي النسب لا تترياً مغولياً ولا تركياً، بل زيد عليه أن يكون قرشياً لأن (الأئمة من قريش) كما جاء بذلك الحديث الشريف في صحيحي البخاري ومسلم وصححه الألباني.!ومعلوم أن هذا اللقب قد خُص به خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في دولة الخلفاء الراشدين عليهم رضوان الله تعالى، وما استعماله بعد ذلك إلا تجوزاً في الدولتين الأموية والعباسية .!