بدايةً لستُ من الشغوفين بامتداح أحدٍ باسمه ووصفه خاصةً وأنهُ مازال يمارسُ مهامهُ الوظيفية التي يمليها عليه واجبه ومكانه !
كون هذا الأسلوب غلب عليه عند الناس الريبة في منفعة(وما أبرئ نفسي إِنَّ النفسَ لأمارةٌ بالسوء)،وهم محقون في ذلك خاصة إذا غلبت "الجعجعة....على ماينتظره الناس من طحين"!
ولكني سأخوض هذه التجربة وبعون الله تعالى سأنجو من ظنون الريبة، كون ما سأكتبه في السطور القادمة ليس مقالًا عن موضوع ما،فأنسق له الكلمات، وأفرش له الطريق إلى المتلقي ،بجميل المعاني ومستحسن الصور والاقتباسات ! بل هو شهادة مشفوعة بقسم أمانة القلم وحقه .
شهادة ارتأت أنه من الواجب الأخلاقي أن أدلي بها ولو لم تطلب مني تمشيًا بقوله: تعالى(والذين هم بشهادتهم قائمون).
سرت شائعات في أروقة الكلية الجامعية بالقنفذة ، والتي هي فرع لجامعة أم القرى مفادها بأن عميد الكلية الجامعية الحالي الأستاذ الدكتور عمر بن عبدالله الهزازي سيترك أويعفى من تكليفه كعميد للكلية الجامعية!!
وفيما يبدو كأنها حركة استباقية،تشبه تمامًا رداتِ الفعل الطبيعة لأي كائنٍ حي عندما يتعلق الأمر بالبقاء ، وقبل أن تصبح الشائعات قراراً وواقعًا ،قام طلاب الكلية الجامعية بالقنفذة وطالباتها- بدايات شهر رمضان المبارك ١٤٤١ه بإطلاق وسمٍ على تويتر حمل اسم الدكتور الهزازي !!
ونظرًا لقربي من أروقة الكلية وطلابها وطالباتها ، فإنني سأدلي بشهادتي المشفوعة بمابينته من قسم .
إن ماسأدونه هنا ليست شهادة في حق رجلٍ قلّ نظيره، أو اعتراف بثقافةٍ وفكرٍ وشهامةٍ ونبلٍ واستقامة هذا الرجل(كما نحسبه)،فلن تزيده شهادتي شهرةً، أو تكسبه سمعةً ،لكنها عرفانٌ لشخصيةٍ بهذه القامة تحرص وتجتهد لمنفعة أبنائنا وبناتنا في صرحنا الجامعي بالقنفذة.
وحقيقة نكن في محافظة القنفذة لشخص (الأستاذ الدكتور عمر الهزازي) الكثير من الاحترام و التقدير، مثمنين حفيظته المعرفية،وتواضعه الجم، وكذا استقامته(كما نحسبها إن شاء الله)،وإصراره على مايؤمن به من مبادئ نبيلة في إدارة الآخرين ، وماعرفناه عنه من شجاعته في إبداء الرأي عندما يتعلق الأمر بمصالح الطلاب والطالبات ومستقبلهم ، كل ذلك كان حسنة عند الناس محبوبًا، وهو ما أكسبه احترام كل من عرفه وحتى مبغضوه.
تواصلتُ معه كثيرًا، موصلاً إليه أصوات بعض الطلاب والطالبات ممن سدت الأبواب في طريقهم أما لظروف معينة أو عدم وجود ولي للأمر أو عجزه!!ومرةً واحدةً هي التي حظيتُ بشرف لقائه فيها.
كان لقاءً فخماً رأيت فيه رجلاً يفشي السلام بين الناس، باذلاً لأسباب النجاح في مسؤوليته، ذا شخصيةٍ فذةٍ واعيةٍ مفعمةٍ بالإنسانية والنبل، يملكُ فكرًا عاليًا، نزيهٌ في تعامله فالكلُ سواسيه فليس في أجندته حقدٌ،أو طبقية ، عندما يتحدَّث تحسُ بتفاعله مع هموم الطلاب ، فيبتعد عن الكلمات الجارحة والمؤثرة ، يراعي أحوال الطلاب والطالبات، لا يناديهم إلا بأبنائي أو بناتي ، يتكلم لهم بشفافيةٍ ووضوحٍ، يقترب من مشاكلهم لحدود مايرغبون من نوعية الواجبات!! ليكون العطاء منهم أكثر، وليحقق باسمهم النفع والفائدة.
يرى مهامه الإدارية بأنها أعمال يجب الإنتهاء منها في حينها دون قفل للأبواب، فنهاره يأخذ من ليله لإتمامها، وما أظن أُسرته إلا تتنازل عن حقها تقديراً لحبه للإنجاز وإخلاصه.
لا شك عندي أن الأستاذ الدكتور عمر هزازي من أولئك الرجال الأوفياء الذين حققوا بجهدهم وحرصهم شيئًا كثيرًا من طموح المجتمع بمحافظتنا ،وازكوا فينا الأمل بمستقبلٍ زاهرٍ وعظيم لمحافظتنا،وما تعليمنا الجامعي وجامعتنا المنتظرة إلا إحدى أجزاء صورة هذا المستقبل. فأنجزوا ما وعدوا، وسعوا إلى حيث أرادوا فتحقق لهم الهدف، ونالوا الغاية، وسعدوا بحب المجتمع وتقديره، هؤلاء الرجال من أمثال الدكتور "عمر هزازي" لا يريدون بأعمالهم جزاءً ولا شكوراً ،فهم فُطِروا على بذل الخير.
فمن أول يوم آلت إليه دفة قيادة الكلية الجامعية بالقنفذة سعى إلى تحقيق النجاح الذي حصره في حب أبنائه وبناته الطلاب والطالبات وتعبيد طريق النجاح والإبداع في مشوارهم الجامعي، فكان له ما أراد من النجاح !!
فحصد القبول والإحترام من أفراد المجتمع،والمحبة في قلوب أبنائه الطلاب.
افبعد كل هذا ألا تستحق هذه الشخصية الوطنية الفذة الإشادة والشكر لما قدمه ويقدمه للوطن من خلال إدارته بحكمةٍ واقتدار صرحًا تعليميًا هو مصنعٌ لرجالِ وقادةِ الغد.
ولا أعتقد أن ماذكرناه في حقه مغالاة لأن منطلقنا الشرعي" من لا يشكر الناس لا يشكر الله" .
إن أمثال الدكتور عمر يعيدون إلينا الأمل بتلك الوجوه الوطنية التي تخدم وطنها وأبناؤه ، وتساهم في نهضة مجتمعه بدافع وطني محض،يرتكز على الإخلاص لله،والطاعة لولي الأمر ،ومحبة هذا التراب الطاهر.
حقاً يستحق هذا الرجل النموذج أن يُذكر اسمه وأفعاله في كل مكان ،كلمة حق نقولها في هذا الرجل الوفي لدينه ووطنه ومجتمعه، ونسأل الله سبحانه أن يعينه، ويوفقه ليواصل عطاءه لأمته وله منا كل التقدير والاحترام.