ظهرت في العقدين الأخيرين في مجتمعنا ظواهر سيئة ومشكلات مستعصية لم تكن من خلق والدينا ولا آبائهم لا يرضاها دين ولا تستسيغها مرؤة ولا يقبلها عقل ولا فطرة.
فمن تلك الظواهر والمآسي-على سبيل المثال- وليس الحصر :
أذى الوالدين وشدة عقوقهما ليس بقطع الصلة أو التمرد عليهما فإن هذه الكبيرة قد أصبحت صغيرة عند أولئك..
بل بنهر الوالدين وتهديدهما والتطاول عليهما بالضرب أو ربما القتل أحيانا وما أكثر ما نسمع
وأصبح الابن الذي علقا عليه آمال الحياة السعيدة هو الذي سلب من والديه حتى الأمن على نفسيهما وأولادهما الآخرين وأصبح الخلاص من شره وأذاه هو أمنية والديه..
-ومنها :
هتك العرض القريب منه والمجاور له الأمر الذي لم يكن يفعله حتى مشركي العرب وعباد الأوثان في الجاهلية مع محارمهم ومحارم جيرانهم
-ومنها :
انتشار السرقة في ذرية قوم كانوا مضرب المثل في الوفاء والأمانة والجود
ولم يسلم من السرقات حتى بيوت الله ولا مقتنيات الوالدة الحدبة على ابنها الذي سرقها
-ومنها :
الكذب الذي هو أقبح الصفات وأرذلها وذلك من أجل الحصول على فتات من المال لاستخدامه في هواه وسلوكه
-ومنها :
التسول والطلب من الآخرين فتراه من أجل الحصول على ريالات بسيطة لأجل شراء مخدر يتسول ويستغطف الناس ولم يسلم منه حتى الأطفال
-وأما عن قلة الدين فلا تسل فلا طهارة ولا أذكار ولا جمعة ولا جماعة ولا حتى في رمضان.
-ومنها ومنها فإن إضرار المخدرات الاجتماعية والاقتصادية والذاتية وغيرها كثير وما ذكر إنما هو نموذج لا يبلغ معشار ما يستحقه الكلام
وليس ثمت سبب موجب لهذه المظاهر ولا موجود لها إلا تعاطي المخدرات التي عمت المدن والقرى ولم تنجو منها حتى أقدس البقاع وأطهر الأمكنة
وليس المقصد من هذا المقال توبيخ المتعاطي وتقريعه بل الهدف أبعد من ذلك وأسمى من اللوم الذي لا طائل خلفه
فالمتعاطي أسير مقيد وكيف يطلب من الأسير فك قيده وإطلاق سراح نفسه
فلذلك أقول :
إن مجتمع الشباب ومن فوقهم أمام المخدرات أصناف خمسة :
١- من سلم منها وترقى في ذرا المجد وميادين الحياة الكريمة
فعليه واجب التحذير والتوجيه حسب مجتمعه وقدرته.
٢-من خدشته سهام المخدرات ولكنه نجا فليحمد الله وليبتعد عن بؤرها ومجتمعها ولو كان يريد الصلاح لهم وليعمل كما قال الشاعر :
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله
والزاد حتى نعله ألقاها
٣- الشباب والنشء المراهقين الذين لم يعرفوا خطورتها ومعاقبة أمرها وهم هدف المفسدين وصيد المروجين فيجب صيانتهم وتوجيههم ومتابعتهم وتفقد أصدقائهم
٤-المتعاطي أضعف الحلقات وأشقاها فهو أسير مسكين وصيد في شباك المروجين يجب مد يد العون له ومساعدته على الخروج من المأزق قبل الوصول لدرجات الجنون أو الانتحار وليس من الإنصاف التخلي عنه ولو أغضبه الحزم وأوجعه الحظر والعلاج
٥-المروج وهو المجرم المفسد الذي باع دينه ومرؤته من أجل تحقيق مطامعه المادية
فلم يأبه بعجوز ثكلت ابنها الوحيد بسببه
ولم يرحم أطفالاً تيتموا ببضاعته
ولم يهتم لأسرة تشتت بفعله
فهؤلاء هم الذين يستحقون العقوبات الشرعية الرادعة
وهؤلاء في الغالب لا يتعاطون المخدرات إلا تظاهرا أمام المخدوعين بهم لأنه يعلمون عاقبتها وقد شاهدوا عيانا ما آل إليه وضع عملائهم القدماء وكذلك لحرصهم على الكسب المادي ويعرفون تأثير المخدرات على المال والجسم،،
وختاما فإن الحزم في مكافحة المخدرات هو أنجع الأمور ولكنه لا يكفي ما لم يكن معه تحذير وتوجيه وبيان للخطورة وقناعات بالبعد عن الطرق التي توصل الشاب إلى سفاسف الأمور.
وكذلك إيقاظ الجانب الإيماني والعاطفي لدى الشباب واستغلال الضمير الحي قبل موته بسبب إدمان المخدرات.
وكذلك عمل الحملات الإعلامية في التحذير من المخدرات والندوات والمسابقات المناسبة وغيرها من الأمور النافعة وتعزيز جانب المبادرات والابتكار في كل ما من شأنه مكافحة خطر المخدرات وتحذير المجتمع منها بالأمور والسبل التي تدرأ من خطر انتشار هذا الدمار الذي علمت آثاره ووضحت جلية وبينة لا ينكرها إلا مكابر كما قد قيل :
قد ينكر المكفوف ضوء الشمس
أو ذاهب العقل نهار الأمس
التعليقات 3
3 pings
عبدالرحمن منشي
30/05/2020 في 10:50 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله سلمت يمناك ياشيخنا سالم واسأل الله الهداية لضال المسلمين وان يحمي ابنائنا وشباب الوطن من هذه الآفة.
ابو بدر
30/05/2020 في 11:20 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير شيخنا الفاضل
فعلاً التعامل مع المتعاطي كأسير مقيد ومحاولة فك قيده بشتى الوسائل مطلب مهم ..
ولكن التركيز على النشأ وتحذيرهم والمروج المفسد هما مطلبين أساسيين ..
خالد شريف
31/05/2020 في 6:19 ص[3] رابط التعليق
بسم اللة والصلاة والسلام على الرسول محمد صلى اللة علية وسلم دعوات بسيطة أقولها يارب السماء والارض أصلح قلوب العباد المسلمين كافة وأنصرهم على المعتدين وقوي أيامنهم بالدين الذي يأمرنا بالخير وينهانا عن الشر وأخيرا دعوة ختامية أقولها اللهم عافنا من جائحة كرونا وأكفنا منة أنك على ذالك قادر وقدير. أمين