مهما قست الحياة علينا واثقلتنا بهمومها ومتاعبها ومهما بكينا في صمت هجر الأحبة وقسوة بعضهم وتنكرهم لكل معاني الحب التي تجمع قلوبنا ومهما وجدنا من تجاهل عزيز،ولكن تبقى الذكريات الجميلة نبحث عنها في كل الزوايا التي زرعت على شفاهنا و فرحة رسمها الأحبة بريشة الذكريات في جدران قلوبنا. فبمجرد تذكرنا بها نستعيد حياتنا الماضية فتغمر السعادة قلوبنا ونذهب إلى عالم الزمن الجميل... ونتذكرالمحبين الذين كانوا هم حياتنا الماضية ومشاركتهم لسعادتنا التي فجأة سلبت منا برحيل بعضهم عن دنيانا رحمهم الله، وبقيت جفوة بعضهم وانشغالهم عنا وتناسيهم لنا لامور الدنيا عفى الله عنا وعنهم.فأقول مهما بلغ بنا الكبر في العمر وزدنا في السنين، فستبقى بداخلنا لحظات محفورة للأبد حيث يصعب نسيانها مهما طال عليها الزمان وظلت راسخة في عقولنا، فلن تمحوها الأيام، والأروع أن يكون لجميعنا ذكريات، والأجمل أن تكون مع أناس أحببناهم بصدقٍ، حيث تذكرهم ينعش النفس والروح معاً، فتدمع العين ونتمنى تكرارها، ولكنها تظل ذكرى جميلة.ولذلك اسأل نفسي كثيراً هل الزمن تغير أم نحن الذين تغيرنا؟ كلما قابلت زميل الذكريات أو المعارف الذين لم ألتق بهم منذ زمن طويل، يدور في ذهني... من الذي تغير ولماذا لا نلتقي كثيرا؟وهناك كلمة نسمعها كثيراً.. أينك لا نراك.. الإجابة المؤلمة موجود في الدنيا..»..إذاً فما هو السر في ذلك.. أعتقد أن إهدار أحاسيسنا ومشاعرنا وتركيزنا في وسائل التواصل الاجتماعي، أفقدنا حيوية الحياة وحيوية التواصل واللقاء مع الآخرين.. فالزمان لم يتغير.. بل النفوس غيرت نفسها إجباراً بإلزام نفسها أن تعيش بعيداً عن أهلها وأحبابها فلهذه الدرجة ترضيهم مشاعرهم.فرسالتي لأولئك الذين أكن لهم كل محبة وتقدير عن ذكريات الماضي الجميل، وعن تلك الصور التي نراها بين الحين والآخر، حتى يسترجع ذكريات الفرح والسعادة والمحبة التي عاشها مع زملآئه وأصدقائه .. فبعض صور الذكريات كما يقولون «ترد الروح في أحيان كثيرة» وترسم على وجهك الفرح والسعادة، وتعطيك نشوة العطاء المتجدد، وتأمل بعدها لو رجعت بك الأيام.؟واخيراً مقالي هذا إلى أهل الزمن الجميل أقول..لاتبخل بإحساسك ومشاعرك أكتب وانشر أحاسيسك بحروف تتناثر حباً وتفاؤلاً لكل شخص زاملك في ذلك الزمن الجميل.. لأتتردد في كتابة ولو كلمة عابرة نابعة من إحساس جميل من تلك الذكريات.. فلعلها تغير حياة أناس مازالوا ينتظرون في قافلة الخير.. اكتب فلعلك تُسطر حكاية جميلة لأبنائك وأبناء جيل يعشق أسلوبك وحيويتك والقيم والثوابت التي كنت تسير على أثرها في المسير الطيب.. هي حكاية لا تكتب عن خيال ولكن تكتب بمنطقية الحياة، التي جعلتك تستمتع في كل لحظة تعيشها.. وأخوة التقيت بهم، مع أعز الناس الذين بادلوك بأجمل المشاعر..فلتكن أنت من يرصده في خانة العطاء والمحبة والأثر الجميل.. أنت من تصنع الخير وتكتب ملامحه في سطور حياتك وفي صفحات كل من تحب وكل من تقابل ويتعامل معك.. فلا تنتظر أبداً تقدير البشر أو تنتظر أن يمدحوك فأنت من تمنح نفسك فقط مكانة الخير وتحجز لنفسك تذكرة المبادرة للسؤال عنهم..
*همسة*
هكذا هي الأيام تُخلق لتكون ذكريات وهكذا نحن لم نكن سوى ذكريات حفرناها داخل أعماقنا وصوراً حفظناها في عيوننا، حنين عظيم حبسناه داخلنا، والأشواق باتت واضحة بكلماتنا، والحب لا يمكن أن نخفيه في صدورنا.
التعليقات 11
11 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عامر سعود
13/06/2020 في 4:55 ص[3] رابط التعليق
لن تجد إنساناً قوياً بدون ماضٍ حافلٍ بالتجارب
لا أحد يصل لمرحلة العقلانية دون أن يدمر شيء مافي داخله
شكراً كاتبنا القدير
منصور باديب
13/06/2020 في 4:56 ص[3] رابط التعليق
مقال يكتب من ذهب
يعطيك الف عافيه استاذي
د. عاطف منشي
13/06/2020 في 5:10 ص[3] رابط التعليق
الزمن هو الزمن لم يتغير ولكن القلوب تغيرت وقست حتى اتمحت منها الذكريات إلا ما رحم ربي، قليل من يهتم بالمشاعر ، أخذت الدنيا الكثير حتى أصبح الأخ لا يسأل عن أخته وأخيه فتقطعت الأرحام والمعاني الجميلة وإلى الله المشتكى.
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا
فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع.
عبدالرحمن منشي
13/06/2020 في 5:49 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيكم وفي مروركم الجميل
عبدالرحمن منشي
13/06/2020 في 5:52 ص[3] رابط التعليق
جزاكما الله خيراً اخي عاطف وأخي باديب ويشرفني مروركما.
عامر سعود
13/06/2020 في 5:59 ص[3] رابط التعليق
لن تجد إنساناً قوياً بدون ماضٍ حافلٍ بالتجارب
لا أحد يصل لمرحلة العقلانية دون أن يدمر شيء مافي داخله
عامر سعود
13/06/2020 في 6:02 ص[3] رابط التعليق
شكراً شكراً شكراً استاذنا الكبير
صاحب القلم الذهبي
عبدالرحمن منشي
13/06/2020 في 6:03 ص[3] رابط التعليق
تشكر أخي سعود على تعليقك الجميل.
أسعد النقيطي
13/06/2020 في 6:16 ص[3] رابط التعليق
هذه هي الدنيا …. دار عمل و إجتهاد وتحاب
قال الله سبحانه وتعالى ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ )
لا يعرفها غير الصالحين ….
شكرا لك اخي عبدالرحمن مقال ما يصدر سوى من كاتب كبير. حفظك الله و رعاك
تحياتي 🌹
ايمن عطرجي
13/06/2020 في 8:47 ص[3] رابط التعليق
صدقت اخي ابو ياسر …..مقال جميل
عبدالرحمن منشي
13/06/2020 في 1:16 م[3] رابط التعليق
من كل قلبي اشكر الجميع على كل تعليق واسأل الله ان يمدكم بالصحة والسعادة وان اكون عند حسن ظن الجميع