لكل علم وفن أهله والحاذقين بأصوله وأدبياته ذكوراً وإناث . والتاريخ (أبو العلوم) وجامعته المرموقة. فهو الوعاء الحافظ لها في جميع العصورإذا سلم من أيدي العابثبن والمتطفلين.!!
ويكد طلاب هذا العلم سنوات طويلة من أعمارهم في طلبه رغبة في الحصول على جواز انتسابهم لهذا العلم الرفيع المكانة والشأن فمنهم من يوفق ويبرز فيه ومنهم من ينسحب من ساحته بهدوء.!
وغيرهم من المتسلقين على جداره رأى الساحة واسعة فاقتحمها واتزى بزي المؤرخ في صومعته ونثر زَبَدهُ متباهياً به وفيها ..!!
ففي سوق التأليف لتدوين التاريخ قديمه ووسيطه وحديثه ومعاصره. يجد المحب لهذا العلم والمتخصص فيه غث المكتوب وسمينه مع الطباعة الفاخرة والإخراج الزاهي " ولكل شَرّايٍ بضاعة وسُوقِ" كما قال دايم السيف وفقه الله.!
ويزدري العالِم العاقِل كل من سطا بجهله على هذا العلم وجرّده من خصائصه المعتبرة وتجرأ على الخوض فيه لوجاهة اجتماعية أو لأغراض مادية أو وصولية وهو لا يمتلك من أدوات المعرفة الأساسية شيئاً.ناهيك عن جهله بحرفة التوثيق والإفادة من الوثائق والمصادر والمراجع الضرورية لكتابة التاريخ .!
وتجد مايكتبه بأخطائه الإملائية (الشنيعة) التي لا يقع فيها طالب المرحلة الابتدائية، ممايندى له الجبين على سبيل المثال.!
ويظن بحصوله على ترخيص بطباعة ماكتبه أو كُتِب له (بأجركبير) من الجهة ذات العلاقة في الداخل أو الخارج تشهد عليه لا له ويَحْسِب أنه مَعْفي من عقاب القاريء له بالإشاحة عنه وازدرائه بسبب جهل هذا الكاتب أو ذاك بالمعارف الأساسية وصحة تدوينها..!!
وقد يصل الحال ببعضهم إلى (شِحَاتة) شكر المُهدَى لهم هذه الكتابات الهلامية..!
التي لاغرض لهم منها إلا سَدْ فجوة النقص النفسية التي يعانون منها وبعضهم يجدون فيها متنفساً لاستجداء الأضواء فيحشرون أنفسهم بين أرباب التأليف والمؤرخين ويزاحمون المثقفين الحقيقيين على منصاتهم .!!
وليس بالضرورة أن نورد أمثلة مماذكرناه على ذلك على كثرة مانعرفه وتشهد به دور الكتب ومعارضها والمكتبات الخاصة ،
وما تنفثه أقلام بعض من أشرنا لهم في وسائط الإعلام الجديد خير شاهد على مانقول ونكتفي بالتلميح لا التصريح لعل بعضاً منهم يؤبوا إلى رشدهم . وكما يقول المثل (أهل مكة أدرى بشعابها ).! والله الهادي إلى سواء السبيل.