في كثير من الأحيان يعيش بعض الرجال معارك داخلية لا يعلم بها أقرب الناس لهم ، يتكبدون المتاعب ويكتمون الهموم ويدفنون الحزن تحت ملامح تبدو جميلة في ظاهرها ولكنها تخفي خلفها الكثير من الحسرات ، يرى الرجل في نفسه أنه هو القوي الذي سينتصر على كل الظروف التي تواجهه دون مساعدة أحد فهو لا يحب الإنكسار حتى أمام نفسه ، يتظاهر بالقوة مهما كان حجم الإنهيار فيحمل في حقيبته المصاعب التي أثقلت أكتافه وأحنت ظهره وجعلته حبيس أفكاره التي تلاحقه أينما ذهب حتى على وسادته لتسرق منه متعة النوم ، إلا انه يواصل الطريق بكل تضاريسه الصعبه والمؤلمة وعقباته الكبيرة دون أن يبين قساوة ما يعيشه للآخرين ، يخشى أن يظهر بمظهر الضعف عندما يتخذ القرار بقناعته فيكون مبتسماً عندما يواجه الناس متصنعاً الفرح بكل جوانبه المعتاده ويبادلهم الضحكات حتى لا يسأله أحدهم (( ايش فيك اليوم أنت مو طبيعي )) فقد يكون هذا السؤال الشراره التي تثير ما بداخله وتفجر دموعاً لطالما ظلت عالقه على أعتاب عيونه ، حينها قد لا يستطيع التماسك أمام عواصف المشاعر .. يقولون أن دمعة الرجال صادقه ويكمن صدقها في ندرتها فهي لا تسقط إلا لأمر كبير أجتاح كل الحواجز وكسر الكبرياء ، وهذا ليس تقليلاً في النساء فهم صادقون عندما يعبرون عن مشاعرهم بدموعهم فهي سلاحهم الدائم الذي هو جزء من رقة الأنثى وشخصيتها الجميلة الا انها لا تشبه الرجل عندما يبكي فهو القوي الذي لا يتعثر بسهوله مهما كان ثقل الحمل وصعوبة الموقف فهو يعيش في مجتمع كان يقول له عندما كان طفلاً "الرجال لا يبكون" ..
محسن موسى